ما رأي فضيلتكم في الدكتور أحمد خيري العمري؟
الجواب:
الدكتور الطبيب أحمد خيري العمري لم أتشرف بمعرفته شخصيًّا، ولم أقرأ له إلا في الأيام الأخيرة، حيث لفت أحد الإخوة نظري إلى اهتماماته القرآنيَّة، وما من مهتم بقضايا القرآن المجيد ومعارفه وعلومه إلا وأشعر بأنَّ بيني وبينه نسبًا وصهرًا، فأسعى لمعرفة أعماله ودراساته ومعرفته شخصيًّا إذا تمكنت من ذلك.
والدكتور العمري، كما يبدو من كتاباته أنَّه مهموم بشئون النهضة، حريص على بلوغ الأمَّة تلك الحالة التي يطلق عليها حالة النهضة، وأيَّة أفكار يرى فيها من خلال منظار النهضة ما يعود بالسلب على اتجاهات النهضة فالدكتور العمري يعمل على تفكيكها إن استطاع، وكل ما يخدم إطار النهضة وبرامجها كما يراها هو فسرعان ما يبرزه، ويهتم به، ويعمل على إيجاد القناعة لدى قرائه به، وكل هذا لا يعيب الرجل ولا يقلل من شأنه، ولا من شأن أفكاره.
والأفكار أيًّا كانت تولد وتولد معها بذور أزماتها مهما صلحت، ومهما استقامت، والذي يتوهم أنَّ هناك بشرًا من خارج دوائر المعصومين يمكن أن يطرح أفكارًا معصومة فهو مخطئ، هذه المقدمة لابد منها؛ لنبتعد قليلًا عن شخصنة الأفكار، فالأفكار مهما حاولنا شخصنتها فذلك لا يجعل للشخصنة الهيمنة المطلقة عليها، وكل من له علاقة بالأفكار يعلم هذه الحقيقة، والفكر الإنساني يجب أن يكون حرًا، ويأخذ مدياته، وأن لا يستهان به إلا إذا نافى أو ناقض أو وقف موقف التضاد والعناد مقابل قطعي في دلالته، قطعي في ثبوته، قطعي في المعنى المستنبط منه.
وتلك أمور نادرة جداً، وبذلك فكل إنسان يؤخذ منه ويترك إلا رسول الله وخاتم النبيين فيما كان من قبيل النبوة والرسالة، وأمَّا فيما كان جبليًّا أو طبيعيًّا فإنَّ الناس بالخيار، فقد عافت نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أكل الضب؛ لأنَّه من أهل مكة، ولم يكن أهل مكة يأكلون الضباب، فما كان من خالد (رضي الله عنه) إلا أن سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أهو حرام؟ قال: لا، لكنَّني لا أجده في بلاد مكة وأجد نفسي تعافه، فأخذه خالد وهو مكي أيضًا وصار يأكل به بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولعل ردي هذا يكون كافيًا لكل من يسألونني عن أشخاص، فإنَّني لا أرغب في مدح أو ذم أو تزكية أو تجريح، فليس ذلك من شأني، ولا يليق بطلبة العلم الإلحاح في هذه الأمور.