مجالات التعاون
مشروع علوم العمران
دراسة قضايا المجتمع المعاصر بوسائل العلوم الاجتماعية الحديثة وبناء علوم العمران انطلاقا من منهجية القرآن المعرفية ومنهجية التطبيق في عصر النبوة
قال تعالى:﴿هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ الاٌّ رْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ (هود: 61)
العلاقة الجدلية ما بين الإنجاز الحضاري وصانع هذا الإنجاز والتجربة التاريخية لهذا الإنجاز لا يمكن تجاهلها تماما عند الحديث عن النهضة، فكما أن صانع المنجزة الحضارية هو المهيمن على هذه المنجزة فكذلك المنهج هو المهيمن على الشرعة، والحضارات المادية فيما بعد الحداثة قد وصلت إلى مأزق الإحالات النهائية الفلسفية، ولا مخرج منها إلا في إطار إعادة توظيف العلوم الاجتماعية الناتجة عنها ضمن ناظم ومنهج معرفي قرآني كوني غائي في الوجود والحركة حتى نستفيد من منتجات وثقافة الحضارة المعاصرة ولكن بالضابط المعرفي وهو منهجية القرآن المعرفية .
وهذا التوجه ليس نتاجا لهيمنة لاهوتية على مصادر التنظير الفلسفي لهذه العلوم وإنما للخروج من مأزق ما بعد الحداثة وحالة العبث والعدمية التي وصلت إليها الحضارة المادية المعاصرة، وإلقاء منهجية القرآن المعرفية في عمق الأزمة الحضارية الإنسانية، من أجل إعادة تكوين وبناء المجتمع الرائد وفق وعلى قواعد الرؤية القرآنية المعرفية، التي تنطلق من وحدة الإنسانية المستخلفة، مما يجعل الحفاظ على الأرض ومواردها أساس في هذه الرؤية، وتتجاوز هذا التعامل المستنفذ للطبيعة، المرهق لها، والذي واكب النموذج المعرفي الغربي -ونحن الآن نجني ثماره في التلوث والاحتباس الحراري وغيرها من الظواهر التي نهضت المنظمات لمحاولة حلها، لكن دون جدوى- ومن خلال منهجية القرآن المعرفية، ومنهجية التطبيق في عصر النبوة نستطيع أن نسهم في تقديم دراسات وحلول لقضايا المجتمع المعاصر من منظور قرآني للنهوض بالمجتمع من حالات التمزق إلى حالة الاستقرار الوجداني، لتحسين الآداء العمراني لهذا المجتمع.
لمن يجِد في نفسه القدرة وإمكانيات المشاركة في هذا المشروع، يرجى تسجيل البيانات التالية
مشروع المفاهيم القرآنية
بناء المفاهيم في إطار الرؤية الكونية القرآنية
قال تعالى:﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (التوبة: 36)
ظهور الإسلام على الدين كله ظهور منهج، وليس بالضرورة ظهور شرعة إلا في إطارها الإيماني الأممي، والمنهجية هي تقنين للفكر، ودون هذا التقنين يتحول الفكر إلى تأملات وخطرات انتقائية قد تكون مجدية في وقت ما، ولكن ينقصها الضابط المنهاجي لتفادي التلفيق والذي ليس من سمات المنهج، والمنهجية القرآنية المعرفية هي المصدر المؤطر للشرعة ولإعادة فهم أصول الأحكام، وملامح هذه المنهجية المعرفية القرآنية بدأت من خطاب حصري اصطفائي إلى خطاب عالمي في إطار تجربة عصر التنزيل، ثم إلى خطاب عالمي بنسق مفتوح للبشرية جمعاء، والهدف من إعادة بناء المفاهيم القرآنية هو تأصيل الرؤية الكونية القرآنية ومنهجية القرآن المعرفية، لتقديم القرآن للبشرية كمصدر حيوي وأزلي مطلق للحكمة الإلهية بمفهوم بشري يقود الإنسانية نحو وحدة الخالق ووحدة الخلق ووحدة المعرفة الإنسانية، فيعيد بناء العلوم الطبيعية والاجتماعية على أساس نظرة للكون تجمع بين الإيمان بالغيب والشهادة، وتهتم بالإنسان في كليته، ولا تقتصر على تجديد الرؤية العلمية والقيمية انطلاقا من نموذج معرفي قائم على رؤية توحيدية فحسب، بل تتعدى ذلك إلى تجديد النموذج الجمالي الذي كان القرآن ذاته أعظم آياته، حيث تنطلق من رؤية جمالية تتجاوز الرؤية الغربية القائمة على مركزية الطبيعة ومحاكاتها، إلى رؤية تنظر فيما وراء الطبيعة، من الشهادة إلى الغيب، ومن المتناهي إلى اللامتناهي، وتعتبر الإنسان لا مركزا للكون فحسب حر التصرف، بل خليفة لله، لا فردا خارج كل سياق، بل تنتبه لكون علاقته بالله وبغيره هي أحد أبعاد تكوينه، لا مجرد سلوكيات قابلة للحساب الكمي، بل كإنسان يجمع في تركيبه عالمي الغيب والشهادة وينطلق من أهداف وقيم ومعايير وليس من الدوافع المادية الغريزية، وهناك منهج ناظم لهذا القرآن المعادل للكون، واكتشاف هذا المنهج المعرفي للقرآن الكريم وبلورته من أهم ما يمكن أن نقوم به في وقتنا الراهن من أجل إعادة بناء المفاهيم في إطار الرؤية الكونية القرآنية.
لمن يجِد في نفسه القدرة وإمكانيات المشاركة في هذا المشروع، يرجى تسجيل البيانات التالية
مشروع مراجعة التراث من خلال منهجية القرآن المعرفية
مراجعة التراث الإسلامي القائم على مصدرية القرآن والسنة في ضوء منهجية القرآن المعرفية
التراث هو ذلك الجهد الكبير الذي ورثناه عن سلف هذه الأمة الصالح. والعاملون في حقل الفكر الإسلامي ينقسمون تجاه التراث إلى قسمين: الأول: متشبث به داع إلى عدم المساس به؛ لأنهم يَرَوْن فيه “خلاص الأمة”، ويرون في الدفاع عنه “وفاءً لروح الإسلام وإخلاصًا للدين، وبعضهم حوله إلى عقيدة، ومقدس ينافس قداسة القرآن، له صلاحيات واسعة على البشر، رغم أنه من وضع البشر. الثاني: داع إلى مقاطعة جريئة للتراث، وتحميله مسؤولية كل العلل التي آلت إليها الأوضاع في العالم العربي والإسلامي. والحقيقة أنه لا يمكن تحميل التراث الديني، المسؤولية الكاملة عن دخول العقل العربي في سبات منذ قرون، فأسباب التخلف الفكري كثيرة وقديمة. كما أنه من الصعوبة بمكان إقامة أي مشروع حداثي في العالم الإسلامي بإعلان قطيعة كلية مع التراث، فإن بناء أية نهضة لا يستقيم إلا عبر الرجوع إلى هذا الموروث والاتصال به نقدا وتفكيكا ودراسة، بما يتوافق ومتطلبات وحاجيات أجيال العصر . ويهدف المشروع الذي نتبناه إلى إعادة بناء علوم الأمة التراثية ومناهج تدريس العلوم الشرعية والإسلامية على أسس نقدية بناءة مستمدة من القرآن الكريم ومنهجيته المعرفية، وذلك من خلال: أولا : ضرورة الفصل اليوم في العالم الإسلامي بين الدين والتدين، ونعني بالدين القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة المطبقة للقرآن الكريم، ونعني بالتدين سائر المنتج البشري المرتبط بهما من علوم أنتجها سلفنا الصالح، فالأول مقدس والثاني بشري غير مقدس. ثانيا: تكوين عقلية قادرة على توليد فكر ديني فقهي، يلبي احتياجات الواقع، متماهيا مع القرآن الكريم، مجافيا للآفات التي علقت بتراثنا. ثالثا : وضع آلية لتنقية هذا التراث مما علق به من شوائب بسبب ظروف سياسية أو عسكرية، أو لحاجة الواقع- آنذاك- لمثل هذا الجهد. رابعا : عرض قضايا التراث على القرآن الكريم لتحديد موقعها منه هل هي متوافقة مع ثوابته أم متعارضة وهل يقبلها القرآن الكريم أم يرفضها .
لمن يجِد في نفسه القدرة وإمكانيات المشاركة في هذا المشروع، يرجى تسجيل البيانات التالية