﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ …﴾ (البقرة:275)، ما المقصود بكلمة المس هنا؟
كانت العرب في إطار ثقافتها الشفوية شائعًا بينهم تصور أن الجن والشياطين يمكن أن تحدث آثارا سلبية في بعض البشر إذا خالفوهم وأضروا بهم، وبعض القبائل كانت ترى أن الثعابين السوداء والكلاب السوداء يمكن أن تكون من الشياطين، وأن من يقتل ثعبانًا يمكن أن تنتقم منه قبيلته من الجن، حتى علمهم رسول الله أنها ضارة، وبعضها سام، وأن عليهم قتلها، ودفع ضررها حتى لو كانوا في الحرم، حتى لا تؤذي أحدًا منهم، وبالتالي كان بعضهم يرى أن المجنون، أو المريض عصبيًا يرجع إلى المس الجني. والحمد لله تعلمنا من رسول الله أن الجن والشياطين لا سلطان لهم علينا، ولا يضرونا بشىء ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْبِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾﴿إبراهيم:22﴾. فالشيطان ليس له تأثير على الإنسان إلا بالوسوسة بعمل الشر ومعصية الله، أما أنه يتلبس الإنسان فهذا غير وارد في القرآن الكريم ولا السنة النبوية الصحيحة.