أ.د/ طه جابر العلواني
ربَّاه قد طالَ اشتياقيَ للسجودْ
وتساءَلَتْ نَفْسِي: أهذا منكَ عنوانُ الصدودْ؟
أم أنَّه حجبٌ لَمن لم يرقَ طولَ الوقتِ للأفق البعيدْ
ويلامسُ السبعَ الطّباقَ بروحِه
وبنفسه يسمو على ذاك الوجودْ
ربَّاه يا ربَّاه يا ربَ الوجودْ
عبدٌ يمد يدَ الضراعة والخضوع لربَّه البَّر الودودْ
ربَّاهُ يا ربَّاهُ يا ربَّ الخلودْ
عبدٌ ينادي في دياجي الليل قد ملَّ القعودْ
هل من سبيلٍ يا إلهي للركوعِ وللسجودْ
خذ من حياتي ما تشاء وما تريدُ
ودَع السجود فدونه بئس الحياةُ، ودونَه بئسَ الوجودْ
ربَّاهُ قد عنت الجباهُ لوجهك الحقَّ المجيدْ
سُبحاتُ قُدسِك قد تجّلت للقريب وللبعيد : فهل هنالك من مزيدْ؟
وكتابك القرآن حقٌ ناطقٌ، “وهو الغفورُ هو الودودُ”
شفّعه فيَّ وشفّع الهاديْ الرشيدْ
وأزِلْ سِقاميَ كي يمكّن ذلك الرأسُ العنيدْ
من سجدةٍ يسمو بها ويلامس الأفقَ البعيدْ
ربَّاه يا ربَّاه يا ربّ الخلودْ
أُمْنِن عليَّ بسَجْدَة أسْمو بِهَا نَحْو الخُلُودِ
ربَّاهُ قد زاد اشتياقي للركوعِ وللسجودْ
([1]) أصيب الشاعر بحادث أدى إلى إعاقته عن السجود، ففاضت نفسه بهذه المناجاة.