من نحن

أكاديمية العلواني للدراسات القرآنية

رسالتنا

تأصيل الرؤية الكونية القرآنية ومنهجية القرآن المعرفية لتقديم القرآن للبشرية كمصدر حيوي وأزلي مطلق للحكمة الإلهية بمفهوم بشري يقود الإنسانية نحو وحدة الخالق ووحدة الخلق ووحدة المعرفة الإنسانية.

(خارجية): المساهمة في إعادة تكوين وبناء المجتمع الرائد وفق وعلى قواعد الرؤية القرآنية المعرفية.

(داخلية): أن تكون (الأكاديمية) مركز رائد للبحوث في مجال التنظير والتطبيق للرؤية القرآنية المعرفية.

  • مراجعة التراث الإسلامي القائم على مصدرية القرآن والسنة في ضوء منهجية القرآن المعرفية.

  • إعادة بناء المفاهيم في إطار الرؤية الكونية القرآنية.

  • دراسة قضايا المجتمع المعاصر بوسائل العلوم الاجتماعية الحديثة وبناء علوم العمران انطلاقا من منهجية القرآن المعرفية ومنهجية التطبيق في عصر النبوة.

 

المسلمات كما يراها المؤسسون

  • منهجية القرآن المعرفية ومركزها التوحيد تعيد الثقة في وحدة الحقيقة وفي قدرة الإنسان على الفهم وتتجاوز نزعات الشكية والنسبية وتعدد الحقائق.

  • منهجية القرآن المعرفية تعيد بناء العلوم الطبيعية والاجتماعية على أساس نظرة للكون تجمع بين الإيمان بالغيب والشهادة، وتعتبر الإنسان لا مركزا للكون حر التصرف، بل خليفة لله، لا فردا خارج كل سياق، بل تنتبه لكون علاقته بالله وبغيره هي أحد أبعاد تكوينه، لا مجرد سلوكات قابلة للحساب الكمي، بل كإنسان يجمع في تركيبه عالمي الغيب والشهادة وينطلق من أهداف وقيم ومعايير وليس من الدوافع المادية الغريزية.

  • منهجية القرآن المعرفية ولأنها تهتم للإنسان في كليته، ولأن مصدرها القرآن في شموله، فهي لا تقتصر على تجديد الرؤية العلمية والقيمية انطلاقا من نموذج معرفي قائم على رؤية توحيدية فحسب، بل تتعدى ذلك إلي تجديد النموذج الجمالي الذي كان القرآن ذاته أعظن آياته، حيث تنطلق من رؤية جمالية تتجاوز الرؤية الغربية القائمة على مركزية الطبيعة ومحاكاتها، إلي رؤية تنظر فيما وراء الطبيعة، من الشهادة إلي الغيب، ومن المتناهي إلي اللامتناهي.

  • منهجية القرآن المعرفية تنطلق من وحدة الإنسانية المستخلفة، مما يجعل الحفاظ على الأرض ومواردها أساس في هذه الرؤية، وتتجاوز هذا التعامل المستنفذ للطبيعة المرهق لها والذي واكب النموذج المعرفي الغربي، ونجني الآن ثماره في التلوث والاحتباس الحراري وغيرها من الظواهر التي نهضت المنظمات لمحاولة حلها، لكن دون جدوى، حيث الحلول تلك لا تلفت لضرورة وجود نموذج معرفي جديد يموقع الإنسان والطبيعة بصورة مختلفة عن تلك في النموذج المعرفي الغربي.

  • ملامح المنهجية المعرفية القرآنية بدأت من خطاب حصري اصطفائي إلى خطاب عالمي في إطار تجربة عصر التنزيل وإلى خطاب عالمي بنسق مفتوح للبشرية جمعاء.

  • إن الحضارات المادية فيما بعد الحداثة قد وصلت إلى مأزق الإحالات النهائية الفلسفية، ولا مخرج منها إلا في إطار إعادة توظيف العلوم الاجتماعية الناتجة عنها ضمن ناظم ومنهج معرفي قرآني كوني غائي في الوجود والحركة. وهذا التوجه ليس نتاجا لهيمنة لاهوتية على مصادر التنظير الفلسفي لهذه العلوم وإنما للخروج من مأزق ما بعد الحداثة وحالة العبث والعدمية التي وصلت إليها الحضارة المادية المعاصرة وإلقاء منهجية القرآن المعرفية في عمق الأزمة الحضارية الإنسانية، فالاستفادة من منتجات وثقافة الحضارة المعاصرة لابد منه، ولكن بالضابط المعرفي وهو منهجية القرآن المعرفية.

  • المنهجية تقنين للفكر، ودون هذا التقنين يتحول الفكر إلى تأملات وخطرات انتقائية قد تكون مجدية في وقت ما ولكن ينقصها الضابط المنهاجي لتفادي التلفيق والذي ليس من سمات المنهج.

  • المنهجية القرآنية المعرفية هي المصدر المؤطر للشرعة ولإعادة فهم أصول الأحكام.

  • ظهور الإسلام على الدين كله ظهور منهج وليس بالضرورة ظهور شرعة إلا في إطارها الإيماني الأممي.

  • العلاقة الجدلية ما بين الإنجاز الحضاري وصانع هذا الإنجاز والتجربة التاريخية لهذا الإنجاز لا يمكن تجاهلها تماما عند الحديث عن النهضة، فكما أن صانع المنجزة الحضارية هو المهيمن على هذه المنجزة فكذلك المنهج هو المهيمن على الشرعة.

  • فكما أن للعلوم الطبيعية مناهجها المعروفة في فيزياء نيوتن وأينشتين، هناك منهج ناظم لهذا القرآن المعادل للكون، واكتشاف هذا الناظم وهذه المنهجية المعرفية للقرآن الكريم وبلورتها من أهم ما يمكن أن نقوم به في وقتنا الراهن.

 

الوسائل المتاحة لدينا

1) عقد دورات تدريبية وجامعات صيفية لتدريب الباحثين الجدد على البحث من خلال منهجية القرآن المعرفية.
2) التعاون العلمي المشترك مع الجامعات العالمية والعربية على وجه الخصوص في مجال البحوث والدراسات العليا للبحث في موضوعات موجهة في هذا الاتجاه.
المحاور العامة لعمل الأكاديمية:
– مراجعة التراث: في ضوء منهجية القرآن المعرفيَّة، حيث تراجع كتب التراث بهوامش داخلية في ضوء القرآن الكريم.
– تفسير القرآن بالقرآن: بتصور جديد ومنهجية جديدة منبثقة من القرآن (من خلال العمل على إنتاج موسوعة في المفاهيم القرآنية).
– بحوث علوم العمران: وذلك من خلال وضع حلول لمشكلات المجتمع مستقاة من القرآن الكريم (العلوم الاجتماعية والإنسانية الغربية + تفعيل المنهجية الإسلامية في الواقع الإسلامي).

3) عقد اتفاقيات تعاون مشترك مع الجامعات العالمية والعربية في مجال البحوث والدراسات العليا الموجهة.
4) استقطاب طلبة الدراسات العليا للبحث في مواضيع تصب في إطار منهجية القرآن المعرفية وبلورتها.
5) استكتاب باحثين جادين لاستنباط المفاهيم القرآنية ودراستها من خلال الرؤية المعرفية القرآنية وتفعيل منهجية فهم القرآن الكريم.
6) تشكيل الفرق البحثية لمراجعة كتب التراث وإعادة قراءتها من خلال المنهج القرآني.
7) استكتاب باحثين لدراسة قضايا المجتمع وتقديم رؤى نقدية واعية من خلال تفعيل منهجية القرآن المعرفية في الواقع لبناء مجتمع العمران.

 

التعريف بالمؤسس : أ.د / طه جابر العلواني

  • التكوين الأوليّ للدكتور طه العلواني تكوين تقليديّ خالص حيث تكّون في مدارس المساجد في الفلوجة وبغداد وبعد أن حصل على الإجازة التقليديّة من الشيخ محمد فؤاد الألوسي، وهو من أحفاد المفتي أبي الثناء صاحب روح المعاني، غادر إلى القاهرة ليدرس في الأزهر وينال شهاداته كلها بعد ذلك منه، بدءًا من الثانويّة وانتهاءاً بالدكتوراه، وكان من الأوائل في سائر المراحل، ولذلك فهو يتمتع بقدرة ووعي بالتراث قَلّ أن يوجدا لدى أحد من معاصريه.

  • فإذا أضيف إلى ذلك مَا كانت البيئة العراقيّة التي نشأ فيها أولا تعج به من أفكار متنوّعة من الأفكار الإسلاميّة إلىالأفكار الماركسيّة، وما كانت البيئة المصريّة الأزهريّة – عند انضمامه إليها – تموج به ومعرفة مَا كان يعتمل فيها من توجهات، نستطيع أن ندرك أنّ الرجل يصلح أن يكون شاهدًا على قرن أو عصر بأكمله، وقد استطاع في دراساته في العراق ومصر أن يلمّ بجميع «العلوم النقليّة من علوم آلة وعلوم مقاصد»، وهي التي كان على طالب العلم أن يلمّ بها، ويمهر فيها قبل الانخراط في تخصص دقيق.

  •   وحين تخصص في «أصول الفقه»، فإنّ أصول الفقه بطبيعته مكَّون من سائر العلوم الشرعيّة، فهو يطل على التفسير والحديث والفقه واللّغة العربيّة وعلم الكلام، مما زاد الرجل عمقًا في هذه المجالات كلّها. وحين انتقل د. طه إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة – انتقال هجرة للعيش فيها، والعمل في المعهد العالميّ للفكر الإسلاميّ مديرًا للبحوث والدراسات فيه، ثم نائبًا للرئيس، ثم رئيسًا لمدة عشر سنوات منذ عام 1986 حتى استقال من رئاسته عام 1996، لتولي رئاسة جامعة العلوم الإسلاميّة والاجتماعيَّة للدراسات العليا دون أن تنقطع صلته بالأساتذة والعلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم – فقد كان يراسل ويستقبل ويُستقبل من قبل مَا لا يقل عن (3000) أستاذ في مختلف أنحاء العالم ممن لهم صلة بالدراسات الإنسانيّة والاجتماعيّة والإسلاميّة، وعمله في المعهد وقيادته له تلك السنوات الطويلة جعلته يتعرض للعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة ومشكلاتها، فلم تعد حصيلته العلميّة قاصرة على العلوم الشرعيّة وحدها، بل ضم إليها العلوم الحديثة الإنسانيّة والاجتماعيّة.

  • عُرف الشيخ طه العلواني بحسٍّ نقديّ وجرأة في ذلك، كثيرًا مَا عرّضته إلى لوم بعض المتخصصين في نقد التراث الإسلاميّ، ولذلك كان العلوانيّ يعتبر أنّ أخطر أزمات الأمّة الإسلاميّة قديمًا وحديثًا هي «الأزمة الفكريّة» وليست الأزمة العَقَديّة كما يتصوّر السلفيّون، ولا الأزمة السياسيّة كما يتصوّر الإخوان وجماعة التحرير وبقيّة جماعات الإسلام السياسيّ، ولا الأزمة الأخلاقيّة كما يتصوّر عامّة الدعاة، واهتمامه بالأزمة الفكريّة ومعالجتها، حملته على دراسة مختلف التيّارات الفكريّة المعاصرة سواءا الدينية أو الماركسيّة اللّينينية، وما تفرع عنها من ماركسيّة عربيّة تمثلت في اليسار العربيّ والفئات الليبراليّة واتجاهاتها، وأوجد ذلك لديه قدرة خاصّة على نقد فكر الجماعات الإسلاميّة المختلفة، فأعد دراسة وجيزة في نقد تلك الحركات سماها «أبعاد غائبة عن فكر وممارسات الحركات الدينيّة»ثم بسطها في دراسة أخرى أوسع أطلق عليها«الفكر الإسلاميّ بين القدرات والعقبات»، بيَّن فيها كثيرًا من الأزمات والعيوب التي كان يأخذها على مختلف التيارات الإسلاميّة دون غفلة عن نقد مصادر التكوين الفكريّ لتلك التيّارات، ولذلك كان نقده أقرب إلى العلميّة والموضوعيّة والحياد، مما جعل كتبه تلك كتبًا يرجع إليها الإسلاميّون، وقد يستفيدون منها في سجالاتهم ونقد بعضهم للبعض الآخر، وقد مهر الشيخ العلوانيّ في عمليّات نقد ونقض وتفكيك التراث الإسلاميّ، من داخله، وفقًا لاستراتيجيّة أتقنها، فحين أراد أن يكشف قصور كثير من الأفكار الدينيّة، ويضعها في دائرة اللاهوت المرتبط بالتعبديّة المنافية للتعقل، طرح «الاتجاه المقاصديّ» وجعل المعهد ينشر مجموعة من الكتب في «مقاصد الشريعة»، كلّها حملت مقدمات دقيقة وشاملة بقلمه، عبّر بها عن نقده للاتجاهات اللاهوتيّة والتعبديّة واللاعقلانيّة بين المسلمين، ووجه في هذه المقدمات نحو المقاصديّة التي تحمل الإنسان على النظر والتفكير والتعقّل ومناقشة ورفض كل مَا لا يكون للإنسان دور فيه، ولعقله إسهام في بنائه، وكان يستخدم سعة اطَّلاعه وإلمامه إلى درجة كبيرة في كليّات التراث وجزئيّاته لجعل نقده في الكثير الغالب نقدًا فعّالا ومقنعًا لأيّ ذي عقل محايد لم تستول عليه الاتجاهات الأيديولوجيّة والتعصب والغلوّ.

  • والذي يدرس تاريخ الفكر المقاصديّ المعاصر، لا يستطيع تجاهل دور العلوانيّ والمعهد الذي كان يقوده، والجامعة التي درس فيها لما يزيد عن عشر سنوات بعد استقالته من رئاسة المعهد، حيث كان يتوقع أن تكون تلك الجامعة الصغيرة المتخصّصة في الدراسات العليا محضنًا لخبرته الطويلة، وتجاربه الغنيّة الفريدة، بحيث ينتج أشخاصًا – من بين الأساتذة المتعاونين معه والطلاب والباحثين- يحملون هذه التوجهات التجديديّة، ويبثُّونها ويراكمون عليها ويربّون طلابهم بها، ويصدرون كتبًا ودراسات تمثّل منابع ومصادر لتكوين أجيال من الباحثين، وبيئة صالحة لإنتاج الأفكار الإصلاحيّة واختبارها ومناقشتها ليثبت صلاحها من عدمه، وكان يأمل من خلال ذلك إيجاد تيّار أساسيّ يجدّد بناء الأمّة ويعيد توحيد كلمتها، وإحياء قيمها.

  •   لكن جُوبه العلوانيّ ومؤسّسته الأكاديميّة، بهجمات الحادي عشر من سبتمبر وما ترتّب عليها من تداعيات أدَّت إلى التضييق على المؤسّسات الإسلاميّة والقائمين عليها دون تمييز، فبدأ الباحثون وبعض الأساتذة ينفضّون عن الجامعة الوليدة، نأيًا بأنفسهم عن أيّة متاعب محتملة، بالرغم من أنّه لم توجّه له ولا للجامعة، ولا أيا من المنتسبين إليها أيّة تهمة محدّدة، بل استمرت الجهات الرسميّة الأمريكيّة في التعامل معها، والاستفادة من خريجيها؛ بل قد أطلق «اتحاد المعاهد العليا للدراسات اللاهوتيّة» مؤخرًا اسم الدكتور العلوانيّ على كرسي لدراسات التفاهم الإسلاميّ المسيحيّ – نظرا لما يتمتع به من سمعة طيّبة في لقاءات الحوار الدينيّ في أمريكا والدعوة إلى التسامح- لإظهار تأييدها وتضامنها مع اتجاه العلوانيّ، وقد حاول أن يوجد بديلا في العالم الإسلاميّ الفسيح فلم يستطع أن يجد المحضن الملائم!!! فعكف على الدراسة والكتابة.

 

 

خلاصة مشروع العلواني :

  1. العمل على بناء وتأسيس وعي قرآنيّ جديد، يعيد بناء وتشكيل العقل المسلم بناءً معرفيًّا ومنهجيًّا، موظفًا سائر قوى الوعي الإنسانيّ في ذلك.

  2. صياغة «خطاب إسلاميّ جديد» انطلاقًا من قراءة شاملة تجمع بين الوحي والكون، ومنه الواقع المعاش.

  3. مراجعة «التراث الإسلاميّ» مراجعة نقديّة تبدأ بعرضه على كليّات القرآن المجيد ومقاصده العليا الحاكمة «التوحيد والتزكية والعمران والأمة والدعوة» ومحاكتمه إليها لاستبعاد مَا يتعارض وقيم القرآن المجيد، ويؤدي إلى الغلوّ والتطرّف والتعصب ورفض الآخرين، ويكرس للفرقة والتخريب والتنفير.

  4. تقديم تصور للقرآن يختلف عن التصورات التقليدية بتجزئتها القرآن لناسخ ومنسوخ وحكم ومتشابه، حيث يعيد تعريف مفاهيم “النسخ” و”المتشابه” من داخل القرآن مثبتا وحدته البنائية كسمة رئيسة في القرآن ومحدد منهجي أساس لقراءته. سواء لاستخلاص مقاصده أو لتفسيره، حيث ارتضى من مناهج التفسير، منهج تفسير القرآن بالقرآن، والذي لا يتخلص فحسب من الرؤية التجزيئية بل كذلك يعيد للقرآن حاكميته بالتخلص من عادة الإكثار من الإسرائيليات.

  5. تقديم السنّة التشريعيّة باعتبارها تطبيقًا واتّباعًا للقرآن المجيد لا تستقل بالتشريع؛ بل يجب أن تكون دائرة حول القرآن المجيد خاضعة لهيمنته وتصديقه؛ ولذلك فقد نفى مشروع العلوانيّ أن تكون السنّة قاضية أو ناسخة أو مخصصة للقرآن، وهذه كلّها من مسلَّمات التراثيّين التي جعلت الماضويّين منهم يطعنون في العلوانيّ وما يدعو إليه بمستويات مختلفة.

  6. للعلوانيّ منهج في غاية القوة والتأثير، شديد الجدة والوضوح في تجديد «أصول الفقه» وبناء فقه جديد، وذلك بأنْ أصَّل الشيخ العلوانيّ لما سمَّاه بالمقاصد والقيم القرآنيَّة العليا الحاكمة، وهي –عنده– «التوحيد والتزكية والعمران والأمَّة والدعوة»، -كما ذكرنا-، فالتوحيد حق الله –تعالى-، والتزكية مؤهِّل الإنسان للاستخلاف والعمران، والعمران هو حق الكون المسخَّر وميدان فعل الإنسان ونشاطه،والأمة وهي المناطة بتحمل هذه التكاليف وتطبيقها، والدعوة وهي وسيلة الأمة لنشرها، وذلك يجعل تقييم الفعل الإنسانيّ يعتمد على مدى انسجامه أو انبثاقه عن هذه المقاصد؛ وبذلك يجري استيعاب وتجاوز مَا سمَّاه الفقهاء والأصوليُّون بالأحكام التكليفيَّة، التي أدت إلى امتداد الفقه، ذلك الامتداد السرطاني حتى شمل كل شيء واختزل الإسلام –كلّه– بقائمتين: قائمة طويلة عريضة للمحرمات، وقائمة أصغر منها بكثير للجائزات.

  7. ويتضح منهج العلوانيّ في التعامل مع التراث الإسلامي في دراسته الجريئة لمسلّمة اعتبرها الفقهاء من مسائل الإجماع التي لا يجوز النقاش حولها، وهي حد الردة، حيث قرر العلواني مناقشتها، فبيّن أن القرآن المجيد قد خلا من أيّة عقوبة دنيويّة للردّة، وناقش الأحاديث التي استدلوا بها وفقًا لمناهج المحدثين بحيث يصعب جدًا رفض النتائج التي توصّل إليها إلا من مكابرين لا يأبهون بالقواعد العلميّة والمنهجيّة، ولا ينطلقون منها؛ بل يتجاهلونها عامدين إذا اصطدمت بمسلَّماتهم الموروثة ثقافيًّا. وناقش المذاهب الفقهيّة ليثبت مخالفة المقلّدين لقواعدهم وأصولهم.

  8. وقد أعد نواة لدراستين بنفس الأسلوب والمنهج، لنفى حدّ «الحرابة والرجم» ومراجعة الجذور الفقهيَّة التي كانت لها آثار ثقافيَّة سلبيَّة في المحيط الإسلاميّ، والذي يدرس مشروعه كاملا لا يملك إلا أن يسلم بأنّ منهجه هو المنهج الأسلم والأقدر والأكثر فاعليّة في نقد وتجديد التراث ومعالجة الأزمات الفكريّة لدى الأمّة.

  9. إنّ الرجل قد نجح في تخريج أعداد من الباحثين وطلبة الدراسات العليا الذين صار بعضهم –الآن- أساتذة، ولو هُيئ له من يتبنَّى مشروعه، ويوجد له بيئة أكاديميّة بحثيّة للتفاعل معها، وبلورة مشاريعه في إطارها وكفاية الباحثين معه عن الانشغال بمهمات طلب العيش، فذلك كان سيهيئ الأجواء لإحداث نقلة في التعليم الدينيّ، والخطاب الإسلاميّ بصفة عامّة بشكل منهجيّ لا يمكن للفكر التقليديّ أن يقاومه أو يمنع تأثيره.

  10. كما شارك العلواني في العديد من المؤتمرات والندوات العلميَّة واللقاءات الأكاديميَّة.

 

 

أهم الأبحاث والدراسات التي قام بها العلواني :

  • علم أصول الفقه: نشأته وتدوينه، مجلة المسلم المعاصر، القاهرة، عدد 14، 15، سنة 1978م.

  • مقدمة في المنطق والمقدمات الأصولية، ألّفت لطلاب كلية الشريعة، الرياض، 1979م.

  • نظرة عامة في بعض مناهج البحث الإسلامية، مجلة أضواء الشريعة، الرياض، عدد 8، 1979م.

  • الجاحظ وموقفه من الطاعنين في القرآن الكريم، مجلة كلية اللغة العربية، جامعة الإمام محمد بن سعود، 1980م.

  • نظرات في تطور علم أصول الفقه، مجلة أضواء الشريعة، الرياض: عدد 13، 1982م.

  • أفعال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومذاهب العلماء في الاحتجاج بها، الملتقى السادس عشر للفكر الإسلامي، الجزائر، 1982م.

  • المياه وأحكامها في الإسلام، بحث أعد للخطة الوطنية للمياه في السعودية، نشر ضمن المجلد القانوني للخطة باللغة العربية والإنجليزية، 1982م.

  • علم أصول الفقه: باعتباره منهج بحث في المعرفة، المؤتمر الثاني لإسلامية المعرفة، إسلام آباد، باكستان، 1982م.

  • الرأي وحجيته، الملتقى السابع عشر للفكر الإسلامي، الجزائر، 1983م.

  • حقوق المتهم في مرحلة التحقيق: بحث فقهي مقارن، مجلة المسلم المعاصر، القاهرة، عدد 35، 1984م.

  • الفقه والحضارة، ندوة الحضارة الإسلامية، كوالالمبور، ماليزيا، 1984م.

  • تعليل الأحكام الشرعية واختلاف العلماء فيه وحقيقة موقف الحنابلة منه، مجلة أضواء الشريعة، الرياض، عدد 10، 1404 هـ/ 1984م.

  • مذكرة تضمنت عرض مقرر الثقافة الإسلامية لمعهد ضباط الأمن في الرياض 1987م.

  • حول فكرة المواطنة في المجتمع الإسلامي، مجلة قراءات سياسية، فلوريدا، س3، ع1، 1993م.

  • الأزمة الفكرية ومناهج التغيير في الواقع العربي، مجلة الاجتهاد، بيروت، ع24، 1994م.

  • التعددية: أصول ومراجعات بين الاستتباع والإبداع، مجلة قراءات سياسية، فلوريدا، س4، ع2، 1994م.

  • لماذا إسلامية المعرفة، مجلة إسلامية المعرفة، ﭬرجينيا: س1، ع1، 1995م.

  • العلوم النقلية بين منهجية القرآن المعرفية وإشكاليات عصر التدوين، مجلة قراءات سياسية، فلوريدا، س5، ع3، 1995م.

  • العقل وموقعه في المنهجية الإسلامية، مجلة إسلامية المعرفة، ﭬرجينيا: س2، ع6، 1996م.

  • عالم فقدناه “الشيخ محمد الغزالي” مجلة إسلامية المعرفة، ﭬرجينيا، ع4، 1996م.

  • شيخنا محمد الغزالي وصفحات من حياته، مجلة إسلامية المعرفة، ﭬرجينيا، ع7، 1997م.

  • في منهج فهم الحديث الشريف، مجلة الرشاد، كاليفورنيا، ع4، 1997م.

  • إسلامية المعرفة: فكرةً ومشروعاً، مجلة قضايا إسلامية، إيران، ع4، 1997م.

  • تساؤلات حول إسلامية المعرفة، مجلة قضايا إسلامية، إيران، ع5، 1997م.

  • حاكمية القرآن، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، بيروت، ع2، 1998م.

  • المشهد الثقافي العربي، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، ع3، 1998م.

  • أبعاد غائبة عن الفكر الإسلامي المعاصر، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، بيروت، ع5، 1999م.

  • مدخل إلى فقه الأقليات: نظرات تأسيسية، مجلة إسلامية المعرفة، ﭬرجينيا: س5، ع19، 1999م.

  • القرآن رسولٌ خالد ورسالة عالمية ومرجع كوني للبشرية، مجلة الكلمة، بيروت، ع22، 1999م.

  • منهجية التعامل مع القرآن، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، بيروت، ع6، 1999م.

  • فقه الأولويات: أعلم أولويات أم فقه أولويات، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، بيروت، ع7، 1999م.

  • الفقه الموروث: بعض ما له وشيء مما عليه، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، بيروت، ع8، 1999م.

  • مقاصد الشريعة، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، بيروت، ع9، 10، 2000م.

  • السنة النبوية ودراساتها بين الماضي والحاضر، مجلة الكلمة، بيروت، ع27، 2000م.

  • المقاصد الشرعية العليا الحاكمة: التوحيد، التزكية، العمران، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، بيروت، ع13، 2000م.

  • مدخل إلى فقه الأقليات الإسلامية، مجلة المسار، ﭬرجينيا، ع2، 2000م.

  • الفكر الإسلامي في مواجهة العولمة: حوار مع د. طه العلواني، مجلة رؤى، باريس: ع12، 2001م.

  • حول مقولة: الإسلام والغرب، مجلة رؤى، باريس، ع13، 2001م.

  • التوحيد، التزكية، العمران (1)، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، بيروت، ع16، 17، 2001م.

  • التوحيد، التزكية، العمران (2)، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، بيروت، ع18، 2002م.

  • نحو منهجية قرآنية للبحوث والدراسات، مجلة إسلامية المعرفة، ﭬرجينيا، ع30، 2002م.

  • الإسلام والغرب: حوار أم صراع، مجلة رؤى، باريس، ع16، 2002م.

  • مفهوم الأسرة في الخطاب الإسلامي المعاصر، نشر ضمن كتاب “موسوعة الأسرة”، الكويت: مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، 2002م.

  • فقه التعارف، وثقافة التعايش، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، بيروت، ع22، 2003م.

  • منهجية القرآن المعرفية، وأسلمة فلسفة العلوم الطبيعية والإنسانية، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، بيروت، ع23، 2003م.

  • مفاهيم القرآن وتحديد مهام الأنبياء، مجلة إسلامية المعرفة، ﭬرجينيا، ع33، 34، 2003م.

  • القرآن المجيد وخطابه العالمي (1)، مجلة المسار، ﭬرجينيا، ع11، 12، 2003م.

  • القرآن المجيد وخطابه العالمي (2)، مجلة المسار، ﭬرجينيا، ع13، 2004م.

  • الوحدة البنائية للقرآن المجيد، مجلة الكلمة، بيروت، ع43، 2004م.

  • عربية القرآن ومستقبل الأمة القطب، مجلة إسلامية المعرفة، ﭬرجينيا، ع35، 2004م.

  • مراجعة كتاب “العالمية الإسلامية الثانية” لمحمد أبو القاسم حاج حمد، مجلة إسلامية المعرفة، ﭬرجينيا، ع37، 38، 2004م.

  • السنة النبوية الشريفة ونقد المتون، مجلة إسلامية المعرفة، ﭬرجينيا، ع39، 2005م.

  • تراثنا الإسلامي والمعارف الإنسانية والاجتماعية، مجلة إسلامية المعرفة، ﭬرجينيا، ع42، 43، 2006م.

 

أهم كتبه :

  • تحقيق ودراسة كتاب (المحصول في علم أصول الفقه) الإمام فخر الدين الرازي، وقد قامت جامعة الإمام محمد بن سعود بطبعه ونشره في ستة مجلدات 1980. والطبعة الثانية، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1992. والطبعة الثالثة قيد الاعداد في دار السلام للطباعة والنشر.

  • الاجتهاد والتقليد في الإسلام، القاهرة: دار الأنصار، 1980م.

  • تحقيق كتاب “النهي عن الاستعانة والاستنصار في أمور المسلمين بأهل الذمة والكفار” للعلامة مصطفى الوارداني، الرياض، شركة العبيكان، 1983م.

  • أصول الفقه الإسلامي: منهج بحث ومعرفة، ﭬرجينيا: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1988م.

  • أدب الاختلاف في الإسلام، ط1، 1985م، قطر: سلسلة كتاب الأمة، الكتاب رقم :9. ط2، ﭬرجينيا: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1991م.

  • مشكلتان وقراءة فيهما، مع المستشار طارق البشري، ﭬرجينيا: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1993م.

  • إصلاح الفكر الإسلامي: مدخل إلى نظام الخطاب في الفكر الإسلامي المعاصر، ﭬرجينيا، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1994م.

  • ابن تيمية وإسلامية المعرفة، ﭬرجينيا: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1995م.

  • خواطر في الأزمة الفكرية والمأزق الحضاري للأمة الإسلامية، الرياض: الدار العالمية للكتاب الإسلامي، 1996م.

  • الأزمة الفكرية ومناهج التغيير: الآفاق والمنطلقات، القاهرة: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1996م.

  • الجمع بين القراءتين: قراءة الوحي وقراءة الكون، القاهرة: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1996م.

  • التعددية: أصول ومراجعات بين الاستتباع والإبداع، القاهرة: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1996م.

  • حاكمية القرآن، القاهرة: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1997م.

  • إسلامية المعرفة بين الأمس واليوم، القاهرة: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1997م.

  • في فقه الأقليات المسلمة (ضمن سلسلة: في التنوير الإسلامي) القاهرة: نهضة مصر، 2000م.

  • مقدمة في إسلامية المعرفة، بيروت: دار الهادي، 2001م.

  • إصلاح الفكر الإسلامي، ط2، بيروت: دار الهادي، 2001م.

  • الأزمة الفكرية ومناهج التغيير، بيروت: دار الهادي، 2001م.

  • مقاصد الشريعة، بيروت: دار الهادي، 2001م.

  • الخصوصية والعالمية في الفكر الإسلامي المعاصر، بيروت: دار الهادي، 2003م.

  • مدخل إلى فقه الأقليات، أيرلندا، المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، 2004م.

  • أبعاد غائبة عن فكر وممارسات الحركات الإسلامية المعاصرة، القاهرة: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، 2004م.

  • نحو منهجية معرفية قرآنية: محاولات بيان قواعد المنهج التوحيدي للمعرفة، بيروت: دار الهادي، 2004م.

  • ابن رشد الحفيد: الفقيه والفيلسوف، مراكش: جامعة القاضي عياض، المطبعة الوطنية، 2006م.

  • أزمة الإنسانية ودور القرآن الكريم في الخلاص منها، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2006م.

  • الجمع بين القراءتين: قراءة الوحي وقراءة الكون، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2006م.

  • الوحدة البنائية للقرآن المجيد، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2006م.

  • لسان القرآن ومستقبل الأمة القطب، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2006م.

  • لا إكراه في الدين: إشكالية الردة والمرتدين من صدر الإسلام إلى اليوم. ط2، مشتركة بين المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ومكتبة الشروق الدولية، 2006م.

  • نحو موقف قرآني من النسخ، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2007م.

  • نحو التجديد والاجتهاد، مراجعات في المنظومة المعرفية الإسلامية، أولا: الفقه وأصوله، القاهرة: دار التنوير، 2008م.

  • التعليم الديني بين التجديد والتجميد، القاهرة: دار السلام، 2009م.

  • نحو إعادة بناء علوم الأمة الاجتماعية والشرعية، طه جابر العلواني، منى أبو الفضل، القاهرة، دار السلام، 2009م.

  • مفاهيم محورية في المنهج والمنهجية، القاهرة: دار السلام، 2009م.

  • معالم في المنهج القرآني، القاهرة: دار السلام، 2010م.

  • الإمام فخر الدين الرازي ومصنفاته، القاهرة: دار السلام، 2010م.

  • نحو موقف قرآني من إشكالية المحكم والمتشابه، القاهرة: دار السلام، 2010م.

  • تفسير سورة الأنعام، القاهرة: دار السلام، 2012م.

  • إشكالية التعامل مع السنة النبوية، هرندن، ﭬرجينيا: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 2014م.

  • حوار مع القرآن، تجربة ذاتية ودعوة للتدبر، القاهرة: دار السلام، 1435ﮪ /2014م.

  • تجربتي مع الحياة السياسية في العراق، بيروت، منتدى المعارف، 2016م، ج1.