Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

الاحتقان والتوتر الطائفي في الخليج والمنطقة وكيفية تنفيسه

أ.د/ طه جابر العلواني

القرآن المجيد والاحتقان الطائفي:

يقول  (عز وجلّ): ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات:13).

التنوع فطرة فطر الله الخلق عليها. فمن تنوع في نوعية الخلق إلى تنوع في الشكل واللون واللغة إلى تنوع في الرؤى والأفكار والمعتقدات.

منطقة الخليج ومنها ما يتصل بها من إيران والعراق، وربما تركيا منطقة تنوع ديني ومذهبي وعرقيّ وطائفي منذ القدم، وللصراعات فيها تاريخ طويل. وحين استظلت هذه المنطقة براية القرآن، وانتشر فيها الإسلام حوَّل تلك الاختلافات الحادَّة منها والهادئة إلى أدوات ووسائل إيجابيَّة فصار ذلك التنوع وسيلة للتعارف، لا للتعارض والتخالف والتناقض والصراع، وذلك بإرساء مجموعة من الدعائم.

أولها: أنَّ الناس جميعًا لآدم وآدم من تراب: فلا تفاضل في عرق ولا لغة ولا لون ولا إقليم ولا سواها: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾(الحجرات:13).

ثانيها: اعتبار الاختلاف –كلَّه- اختلاف تنوع يستهدف التعارف، ثم التآلف، ثم التعاون لتحقيق مهام الخلافة والعمران.

ثالثها: وحدة البشريَّة فهي –كلّها- أسرة ممتدة.

رابعها: وحدة الأرض.

خامسها: وحدة المرجعيَّة وحصرها في النبي الخاتم والكتاب الكريم.

سادسها: إيكال أمر المرجعيَّة والحاكميَّة إلى الكتاب الكريم.

سابعها: وحدة العقيدة ووحدة الرؤية الكليَّة.

ثامنها: الوحدة في أصول الشرائع ومنطلقاتها وأهدافها وغاياتها.

تاسعها: التأكيد على استئثار الله (تعالى) بعلم الحقيقة على وجهها وكما هي بحيث لا يستطيع إنسان أن يدَّعي امتلاك الحقيقة والإحاطة بها.

عاشرها: إشاعة المعرفة بتيسير القرآن للذكر فلا يستطيع أحد احتكار المعرفة أو ادعاء الامتلاك المطلق لها.

حادي عشر: الجدل والحوار بالحكمة والموعظة الحسنة في كل ما هو موضوع اختلاف على أن يتجرد المختلفان من القناعة بامتلاك الحقائق فلا يقال: أنا على حق وغيري على باطل، بل ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ (العنكبوت:46).

ثاني عشر: انتفاء اختلاف التضاد.

  • حصر الجدل والحوار فيما هو حاضر أو مستقبل، أمَّا ما مضى ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (البقرة:134).
  • اعتبار الماضي وسيلة للعبرة واستخلاص الدروس والعظات.
  • عدم الافتئات على حق الله (تعالى) بإصدار أحكام الكفر والنفاق والشرك والرياء والإيمان والفسق وما إليها. ومحاولة إعادة قراءة ما زخر به “علم الجرح والتعديل” و “التوثيق والتضعيف” وعدم استعماله إلا بشروطه وكيفيَّاته: ﴿ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾(الإسراء:25).
  • تتبع الثقافة التي سادت في ظروف الصراع وإعادة قراءتها وتوجيهها.
  • نعتقد أنَّ دول المنطقة مسئولة عن نبذ ثقافة الصراع وتنقية جميع الأجهزة التعليميَّة والإعلاميَّة من كل ما يكرس ثقافة الاختلاف، ويضعف من ثقافة التسامح والتنوع وقبول الآخر.
  • التنبه إلى أنَّ الصراع العربي الصهيوني مع العرب والمسلمين يستدعي منهم اعتماد هذا الاختلاف عنصرًا أساسًا في تفتيت المنطقة للسيطرة عليها وفرض القيادة الصهيونيَّة عليها.
  • إعلاء مصالح الأمَّة على المصالح الإقليميَّة والقوميَّة.
  • بناء أقسام دراسيَّة لتفكيك وتحليل ودراسة التراث الطائفي في جميع الجامعات في بلاد المسلمين، ووضع ذلك التراث في أطره التاريخيَّة والحيلولة دون إحيائه واستغلاله.
  • إعادة تأهيل خطباء المساجد وقراء العزاء الحسيني، وبناء ثقافة غير ما يرجونه الآن.
  • الاتفاق على احترام كل ما يتعلق بسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من آل بيته وأصحابه وأزواجه وعدم الحديث عنهم إلا بكل توقير وتعزيز احترامًا وتوقيرًا لرسول الله.
  • محاولة التفريق بين التشيع العلوي والتشيع الصفوي. والتفريق بين ما يدعى “بالناصبيَّة” الذين يناصبون آل البيت العداء فليس منا من ينصب آل البيت أو الصحابة أو الأزواج العداء.
  • ترك بعض الأمور التي تحتاج في تفكيكها وبحثها إلى جهات أكاديميَّة وليس في الحوارات العادية ﴿ وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام:108).

والله من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *