الجواب:
الأفيد للأمة أن تشتغلي على إبراز بعض القضايا القرآنية الأساسية ومناقشة الأصوليين فيها مثل مناقشة تساؤل الأصوليين في مسألة تكليف ما لا يطاق وبيان أنهم تناسوا آيات رفع الحرج إضافة إلى قوله (تعالى) ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا ..﴾ (البقرة:286) فلا يكلف الله نفسًا إلا ما أتاها فليس من الملائم أن تطرح هذه المسألة للنقاش الأصولي بعد موقف حسم القرآن المجيد القول فيها ، وكذلك مسألة تكليف المعدوم وحكم الأشياء قبل الشرع والحسن والقبح العقليين كل هذه المسائل من المسائل التي اقحمت على البحث الأصولي وأخذت من جهد الأصوليين ما كان ينبغي أن يوفر للبحث في أمور أخرى وكذلك تكليف الكفار بفروع الشريعة وقاعدة شرع ما قبلنا شرع لنا فهذه كلها من الأمور التي ما كان ينبغي للأصوليين أن يركضوا خيولهم في حلبتها فلو أنك بحثت في إقتناء الأصول على غير القرآن المجيد وما جره على المباحث الأصولية من المشكلات وضرورة تطهير أصول الفقة منها وتخليص من كل ما اعتبروه نوع من الرياضات الذهنية في المنطق كذلك يمكن دراسة جهد عمر عبد العزيز في جمع السنن ليجعل منها فقهًا نبويًا ينسجم مع القرآن المجيد انسجام تام ويجنب المسلمين كثير من الاختلافات الفقهية والعملية فلما انحرف الناس بهذا التوجه العمري ليجعلوا من السنن التي جمعت لتكون فقهًا نصًا موازيًا للقرآن الكريم ومصدر ثان للتشريع فإن ابنة ذكية مثلك يليق بها أن تحمل شئ من الأعباء في التجديد في البحث ألاصولي بدل من إعادة إنتاج بعض المباحث بلغة معاصرة.