إسلامية المعرفة.. إلى أين وصلت؟ وهل أنتم مقتنعون بأسلمة المعرفة؟ أم لا بد من تطوير ؟
الجواب:
أسلمة المعرفة كانت فكرتها تتحرك في محاور ثلاثة “الأفكار والأشخاص والأشياء” أما على مستوى الأفكار فقد استطاعت المؤسسات القائمة على هذه الفكرة -وهي المعهد العالمي للفكر الإسلامي وفروعه ومكاتبه والمؤسسات التعليمية التي تبنت هذه الأفكار مثل الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا وجامعة العلوم الإسلامية والإجتماعية في فيرجينيا وجامعة قرطبة وأكاديمية طه العلواني للدراسات الأكاديمية ومعهد إسلامية المعرفة في السودان(إمام) وسائر أقسام الدراسات الإسلامية المتعاونة – أن تحقق بجملتها تقدمًا ملائمًا في بلورة الكثير من أفكار وأطروحة الأسلمة وحولتها إلى مقررات دراسية تبنتها مؤسسات تعليمية كثيرة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي وتبنت بعض تلك الأطروحات “الإستراتيجية الإسلامية” للثقافة الإسلامية الصادرة عن منظمة “التعاون الإسلامي والإستراتيجية العربية للعلوم” الصادرة عن منظمة العلوم والتربية وما إلى ذلك وهي تشق طريقها بهدوء وتؤده وتصحح نفسها بالتجربة وتعيد النظر فيما ينبغي أن يعاد النظر فيه. وهذا النوع من الإطروحات لا تظهر آثاره بسرعة فلا ينبغي إستعجال النتائج.
وأما على مستوى الأشخاص فهناك مئآت -إن لم نقل الآلاف من الأساتذة والباحثين وطلاب الدراسات العليا في مختلف أنحاء العالم يتبنَّون جانبًا أو أكثر من جوانب هذه القضية الفكرية الواسعة ويؤثر ذلك في بحوثهم ودراساتهم منهجيًا ومعرفيًا. وأما على مستوى الأشياء فهناك الآن أعداد كبيرة من الكتب والدراسات والبحوث والمقالات التي نشرت في إطار هذه القضية منذ الإعلام عنها والمناداة بها فقد صدر عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي نفسه كتب جاوزت الخمس مائة وهناك مجلتان إحداهما بالعربية والأخرى بالإنجليزية تحمل العربية منها اسم “إسلامية المعرفة” وتحمل الإنجليزية اسم المجلة الإسلامية الأمريكية للعلوم الاجتماعية وتصدر في أمريكا إلى عدد يكاد لا يحصى من البحوث والدراسات التي تناولت الفكرة وتفاصيلها من جوانب شتى إضافة إلى العديد من الدراسات التي صدرت في إطار نقد الفكرة ومناقشة أهم قضاياها. أما التطور فهو لا ينفك عن أي حركة فكرية ذات نسق مفتوح حيث تطور مثل هذه الأفكار نفسها بنفسها وتجدد نفسها ذاتيًا خلال عملية تحركها وانتقال خطابها من بيئة لأخرى ومن جيل لآخر، فالتطور في عالم الأفكار لا يتوقف والتجدد الذاتي لا ينكمش وإلا فإن الفكرة تموت وتدفن .