السلام عليكم … مرحباً شيخ .. إني طالبة ماجستير في قسم أصول الدين من العراق ، وأحضر الآن لموضوع الرسالة ويجول في خاطري موضوع “قاعدة السياق سباقاً ولحاقاً وأثرها في التفسير .. دراسة تطبيقية على تفسير النسفي” وقبل أن أقدم الموضوع أحب آخذ رأيك، وإن كان لديك موضوعاً آخراً يستحق الدراسة أرجو إفادتي مع جزيل الشكر.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، السياق موضوع مهم، وقد بحث فيه كثيرون، ولا أدري إن كنتِ ستأتين بجديد يشكل إضافة إلى بحوث سبقتك، أم أنكِ ستكررين ما قاله من سبقك، لذلك اقترح عليك دراسة في قضية مقارنة بين تعامل اليهود والنصارى مع كتبهم وتعامل المسلمين، فسورة الجمعة بينت لنا بالمثل: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ (الجمعة:5).
وذلك لهجرهم لكتبهم وقول بعضهم باعد بيننا وبين أسفارنا، وسوء فهمهم لها، أو تفسيرهم وتأويلهم لما جاء فيها، فقست قلوبهم بطول الأمد، ونسوا حظا مما ذكروا به، فأغرى الله بينهم العداوة والبغضاء، والمسلمون اليوم نجد الظاهرة نفسها قد برزت فيهم، فحملهم للقرآن المجيد أقرب إلى المثل الذي ضربه الله (جل شأنه) لبني إسرائيل، فهم بين إنسان لا يقرأ القرآن وآخر يقرأه وقد يحفظ سوره ولكن دون فهم له أو فقه فيه، وتردت أحوالهم وفرقوا دينهم وكانوا شيعا، فألبس الله (جل شأنه) بينهم، ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ (الأنعام:65).
وأي أمل في عودة الوحدة واللحمة بين المسلمين المعاصرين هو أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة ما لم يستعيدوا صلتهم وعلاقتهم بالقرآن ويجعلوها أوثق صلة وأقواها، ويقرأ القرآن على منهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في التلاوة والقراءة.
تستطيعين أن تجعلي عنوان بحثك: القرآن ووحدة الأمة، وتخططينه وفقا لما ذكرنا، ويعينك الله (جل شأنه) على إنجازه إن شاء الله ولن نبخل عنك بتوجيه، ونصح إن شاء الله (تعالى).