Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

الإرجاء

﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء …﴾ (النساء:116)

فهل هذا إرجاء ؟ وما الفرق بينها وبين أهل السُّنه الذين يقولون إن كل المسلمين مآلهم إلى الجنة؟

 

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بقطع النظر عن مذاهب الفرق وأقوالهم في مرتكب الكبيرة خاصة والذنب بصورة عامة فإن البشر كلهم مرجون لأمر الله، إن شاء رحم، ورحمته وسعت كل شيء، وغفر، ومغفرته متاحة مهما كانت الذنوب والمعاصي، وإن شاء عذب، فله الأمر من قبل ومن بعد، لكنه تفضلا منه وإحسانا، ورحمة ولطفا بعباده أبى (جل شأنه) أن يجعل لأحد من خلقه حُجة عليه، فأرسل الرسل وأنزل الكتب، وهدى الإنسان النجدين، وترك له حرية الاختيار، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، لكنه بفضله أيضا وبعدله ربط الجزاء بالعمل، فتجد في القرآن الكريم فواصل كثيرة بعد البشائر والنذر تقول لك: ﴿.. جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (السجدة:17) ، وكل ذلك تفضلا منه (جل شأنه) وإحسانا. وخلق الإنسان ضعيفا لكنه كان أكثر شيء جدلا، متطلعا إلى المعرفة مستعدًا للجدل في أي شيء وفي كل شيء، وما أوقع الفرق في تلك المماحكات إلا الجدل والرغبة به، وتجاوز الحدود؛ لذلك فإن السعيد من اقتصر على الإيمان بما نزل به القرآن دون مماحكات الكلاميين، وجدل المتفلسفين، الذين ينتهون في الغالب إلى التحسر على ما أضاعوا من أوقات في تلك المجادلات والمتاهات، ليقول بعضهم اللهم إيمانا كإيمان عجائز نيسابور، أو:

 نهاية إقدام العقول عقال ** وآخر سعي العالمين ضلال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا.

فإذا وصل الإنسان إلى الإيمان كما هو فيما يسرّه القرآن، فليعض عليه بالنواجذ، وليبتعد عن المماحكات والجدل، فذلك أنجى وأسلم، وأبر وأقوم، وقد عرفت فالزم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *