الإسلام قدَّس الاجتهاد فجعل للمخطئ أجر وللمصيب أجران، فما قولك في رجل غير مسلم اجتهد في الوصول للدين الحق، ولكنه أخطأ هل له من أجر ؟
الجواب:
ذهب الجاحظ صاحب (البيان والتبيين) و(حياة الحيوان) وهو رأس فرقة الجاحظية من المعتزلة وكذلك العنبري إلى قبول الاجتهاد مطلقا، وعد مثل من ذكرت مجتهدا، له أن يخطئ ويصيب، وينسب إلى ابن عربي قوله:
لقد صارَ قلـبي قابلًا كلَ صُـورةٍ .. فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ
وبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ .. وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن
أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ .. ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني
لكن هذا المذهب، مذهب أقلية نادرة، خالفت بذلك سائر الفرق الإسلامية التي ترى أن الإيمان بأركانه كلها يندرج في إطار السمعيات التي تؤخذ عن الوحي كما جاء بها، وكما أنزلت، فلا اجتهاد فيها، وذلك ما نؤمن به.
والأدلة السمعية يكفي أن نستوثق من صحتها لنأخذ بما جاء فيها، هدانا الله وإياكم.