Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

أسئلة نطرحها على القرآن

أ.د/ طه جابر العلواني

الأسئلة التي ستطرحها على القرآن الكريم مع تسجيل لتجربة المعاناة الشخصيَّة التي سيمر بها الباحث في مكابدته للقرآن الكريم للوصول لهذه الإجابات ليس فقط من الناحية العقليَّة، وإنَّما كذلك الناحية الوجدانيَّة والنفسيىَّة والعاطفيَّة. والمطلوب كذلك هو رصد لطبيعة المعرفة (أو المعلومة) الناتجة عن هذه المكابدة وكيف نصفها؟ هل هي معرفة وجدانيَّة؟ أم معرفة عقلانيَّة أم معرفة قلبيَّة أم معرفة إيحائيَّة أم أنَّ هناك تسمية يمكن الخروج بها لوصف طبيعة المعرفة الناتجة عن طرح مثل هذه الأسئلة على القرآن الكريم والإجابة عليها. وكيف يمكن الاستفادة من طبيعة وطرق استنباط مثل هذه المعرفة في عمليَّة (التعليم والتعلم) وهل يمكن تعميمها أم هي خاصَّة بالقرآن الكريم ولا يمكن تعميمها في كتب أو تجارب أخرى مع أنَّ طبيعة هذه التجربة بشريَّة مع كون القرآن الكريم إلهي ووحي يوحى، وهل هو وحي يوحى للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أم لجميع من يقرأه قراءة واعية وهل يمكن إطلاق كلمة وحي أو “معرفة إيحائيَّة” على هذه المعرفة.

الأسئلة

1-ما هي طبيعة الإنسان (القرآني) الذي يسعى القرآن لإخراجه: النفسيَّة والروحانيَّة والعقليَّة والخلقيَّة… إلخ؟

تعقيب: نحتاج لوصف دقيق لهذه المرحلة (أم هي حالة إنسانيَّة يسعى القرآن لإيجادها في وعي الإنسان ولا يمكن أن تستمر إذا ما تجاوزها الإنسان لغيرها). 

 2-هل هذا الإنسان (القرآني) الذي يسعى القرآن لإخراجه للناس كافَّة، إنسان حالة أم هي مرحلة ثالثة يتبعها في التكوين النفسي والعقلي والروحاني والوجداني لهذا الإنسان، وهي مرحلة من مراحل التطور وهي نهاية لمراحل التطور المختلفة!

3-وهل هذه المرحلة (إذا كانت هي المرحلة النهائيَّة المثاليَّة والتي يسعى القرآن لإيجادها) -إذا لم تكن حالة عابرة طبعا –يمر الإنسان ويصل إليها بعد مروره بمراحل أخرى في طريقه.

وما هي (في هذه الحالة) هذه المراحل المتعددة؟ وهل هذه المراحل مراحل تكوينية متدرجة بمعنى يمر بها الإنسان بالتدريج واحدة بعد الأخرى أم هي مراحل يمكن التردد بينها صعودًا وإيابًا؟

4-هل هذه المرحلة (مرحلة الإنسان القرآني المثالي) قائمة على كينونته وصيرورته، موجودة في الإنسان أصلا وخلقة، وبين أن مجرد عودته إليها مرحلة جديدة من مراحل التطور الإنساني قائمة بذاتها؟

5-وإذا كانت مرحلة قائمة بذاتها، فما طريق الوصول إليها؟ هل هو بالعرفان أم بالتدريب النفسي (مازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت بصره الذي يبصر به وسمعه الذي يسمع به …) وكذلك في تعريف الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك ..).

فما هي علاقة الإنسان بالله في هذه المرحلة وعلاقته بالكون.

6-وهل هذه العلاقة بالله والإنسان الآخر والكون هي علاقة ثنائيَّة قطبيَّة أم هي علاقة توحيديَّة، بمعنى أنَّ الإنسان القرآني في هذه المرحلة يصل إلى مرحلة اللاحدود فتذوب الفواصل بينه وبين الآخر وينفتح على العالم “كنظام مفتوح” في التعريف الفيزيائي وليس “نظام مغلق” على ذاته ويصل بالله والكون والإنسان على أساس ثنائية وليس أساس (توحيدي)؟

7-ما علاقة الروح والعقل والنفس والجسد في هذه المرحلة؟ (ربما الوجدان إذا كان له تعريف مختلف أو الضمير الإنساني … في مواضع أخرى.

8-هل المراحل التغييرية التي يمر بها الإنسان في هذه الحالة مراحل شخصيَّة أم يمكن لها أن تكون مراحل بشريَّة كذلك؟ وبذلك يمكن تفسير التاريخ على أساسها ويمكن تعريف حقب مختلفة من تاريخ البشريَّة حسب قربها وبعدها عن هذه المراحل (مراحل التطور الإنساني).

9-وإذا كانت هذه المرحلة القرآنيَّة للإنسان مرحلة لها كينونتها الخاصَّة (أي ثناء شخصي ونفسي وجسدي وروحي خاص بهذا الإنسان) منذ الولادة أو ما قبلها في مرحلة الذر، فما الفرق بينها وبين المرحلة القرآنيَّة المرتجاه؟

10-هل حياة الإنسان إذن هي عمليَّة مجاهدة للعودة إلى مرحلة بناءها موجود أصلا فيه؟ وهل هي الخير مقابل الشر حتى يصل الإنسان لمرحلة بناء وتكوين بحيث يقضي في نفسه على كل هذه الثنائيَّات إلى وحدانيَّة للشر والخير فيه، فتُعدم الفواصل والفوارق بين البشر، فيصبح الإنسان جزء من كل وكل من جزء.

11-هل التاريخ (تاريخ البشرية) تاريخ تطورevolution  أم هو تاريخ عودة للبداية (آدم وحواء)؟

12-وهل هي الخطيئة الكبرى أم الفضيلة الكبرى التي يجب العودة لها أو الهروب منها؟

هل الهدف القرآني إذن هو الوصول لهذه المرحلة القرآنيَّة أم هي عمليَّة التغيير والمعاهدة التي يمر بها الإنسان في طريق الوصول إلى هذه الشخصيَّة المتوخاة؟

13-وإذا كانت طبيعة المرحلة القرآنية هي تكوين إنساني سابح في فضاء الكون الواسع دون قيود ثنائية بين الخير والشر، عالِم ومعلوم، فاعل ومفعول به، فما هي عملية “التسخير” ومفهومه في القرآن الكريم وكيف يمكن التغلب على هذه الإشكاليات لأنَّها ستحتم علينا إيجاد طبيعة لكل هذه العلاقات الثنائية إذا ما جزمنا بأنَّ هناك قطبية حتى في هذه المرحلة من التطور مما يحتم صراع ناتج عن هذه القطبية صراع مع الذات التي تحتوي على الشر والخير، صراع مع الكون المسخر، صراع مع الآخر الذي لا يكون على نفس المرحلة من التطور التي عليها نحن في مراحل التطور المختلفة. فالصراع في هذه الحالة هل هو حتمي؟ وإذا لم يكن حتميًا؟ فما طبيعة الصراع إذن؟

14-﴿ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (التين:5) هل يمكن للإنسان الهبوط كما يمكن له الصعود إلى المرحلة القرآنيَّة للإنسان مما يحتم بأنها حالة (تغير وليست مرحلة خاضعة لتكوين بشري (كينونة وصيرورة) مختلفة.

15-وأخيرًا: هل للإنسان في أعلى مراحل التطور القرآني تجسيد لذات الله في البشر أم أن الذات الإلهية ﴿.. وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (الأنعام:100) ذات منفصلة تماما عن البشر؟ وإذا كانت منفصلة، فما طبيعة هذه العلاقة الثنائية؟

16-هل حياة آدم في الجنة (إذا ما آمنا بأنَّنا على وعد بأنَّها فطرة موجودة في البشر) هي الحياة التي نصبوا إليها والمرحلة التي يطلب من البشر أن يتوقوا إليها، أم هي مرحلة مشابهة للمرحلة التي نصبوا إليها ولكنها فقط في المظاهر ولهذا فكثير من الناس عندما يدركون أوجه التشابه يعتقدون بأن التطور الإنساني هو عودة لأصل موجود ولكنها في الحقيقة مرحلة مختلفة تماما مع تشابه مظاهرها؛ لأنّ المرحلة الأولية هي مرحلة (جهل) والمرحلة الموجودة هي مرحلة تم الوصول إليها بالجهاد والمعاناة والمكابدة، فهي مرحلة علم وبالتالي فالكينونة الإنسانية والضمير الإنساني في هذه المرحلة قائم على تركيبة بنية مختلفة تمام عن المرحلة الأولى، فعملية التطور البشري إذن هي عملية تطور لأعلى وليس هبوط للأسفل باتجاه الفطرة (أو مرحلة آدم وحواء) بداية الخلقة والجبلة.

17-وفي كل مرحلة من مراحل التطور الإنساني (على مستوى تاريخ البشريَّة هناك تضحيات جمة أعطتها الإنسانية من حروب وغيرها للخروج من مرحلة الجسد إلى مرحلة الروح، وكذلك الحل بالنسبة للإنسان على المستوى الشخصي.

فهل القرآن يجعل مراحل التطور تمر بهذا الإطار أم أنَّ هناك إطار مختلف للقرآن الكريم في التطور البشري على المستوى الحضاري أو على المستوى الشخصي.

18-هل الموت في هذه الحالة (إذا آمنا بأن طبيعة الإنسان طبيعة احتواء وليست طبيعة جدلية ثنائية) يشكل مرحلة عودة إلى الفضاء الكوني الواسع، فالإنسان جزء منه وهو جزء من تكوين الإنسان (فهو من تراب ويرجع إليه).

19-هل المرحلة العليا من التطور البشري القرآني في هذه الحالة (الحالة المثالية لإنسان القرآن) هي مرحلة تجميع الشتات لمراحل سابقة يمر بها الإنسان في حياته فهي عملية تجميع في مرحلة عليا مختلفة، أم هي مرحلة التخلص من كل هذا والعودة إلى نقاء وصفاء المرحلة العليا هذه (فهي بهذا مرحلة تقلص إلى الأعلى هرمية إذا صح التعبير)؟

20-هل هنا كخط مستقيم واحد لهذه العملية (عملية الوصول إلى هذه المراحل العليا من التطور) أم هي عملية خاضعة لخطوط مختلفة وكل إنسان قد يمر بمراحل مختلفة عن الآخر وقد يتجاوز أحد المراحل للوصول إلى مرحلة أعلى بينما لا تجد نفس الحالة تتكرر في شخص آخر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *