Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

نفسية العبيد

أ.د: طه جابر العلواني

قال الرئيس الأمريكيُّ جورج بوش الأب غداة انتهاء ما عرف بـ «حرب الخليج الثانية» أو «حرب تحرير الكويت»: “كنت أظنُّ أنَّ العالم الإسلاميَّ أسد نائم، وكنت شديد الخوف من إيقاظه، ولكن حربنا ضد صدام أثبتت أنَّ هذا الأسد لم يكن نائمًا، بل كان أسدًا من قش أو تبن”. لقد سقط كل ما هدَّد به «صدام حسين» وغيره في حينه، فلا أم المعارك ولا خالتها أغنت عنه شيئًا أمام بأس الأمريكان وبطشهم.

وتطايرت نياشينه ونياشين قادته الفحول التي جمعوها في تلك المعارك الوهميَّة ضد فصائل شعبهم من أكراد وغيرهم، وكل منهم يصلح أن يقال له وفيه:

أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامةٌ   فتخاءُ تفزعُ من صفيرِ الصافرِ

 

ومع ذلك فهناك سؤال لا بد من طرحه ومناقشته؛ وهو كيف ولماذا صمد الجيش الصدَّاميُّ البعثيُّ بوجه إيران وقاتلها ثمانية أعوام، ونال منها ونالت منه؟ واستمر الكرُّ والفرُّ بينهما كل تلك الفترة الطويلة؟ ثم كيف ولماذا اجتاح «سيف العرب!! وصدَّام العرب البعثيِّ» الكويت في أربع ساعات، ثم لم يستطع أن يصمد لمثلها أمام الأمريكان؟! واستقبلهم بدخان «النفط الأسود» وأسلم “خمسين ومائة ألف” من عسكره من شباب العراق للقتل في خنادقهم سحقًا تحت جنازير الدبابات الأمريكيَّة؟ أهي «نفسيَّة العبيد»؟ فالعبد يجترئ على من يرى أنَّه مثله أو نظيره، ويهرب من وجه السيِّد ولو بدون قتال. فمجرَّد إدراك العبد بأنَّه في مواجهة سيِّد، أيّ سيِّد كان، حتى لو لم يكن سيّده هو، مجرّد ذلك كاف لانهياره وهزيمته! وذلك شأن «نفسيَّة العبد» كما قال الجاحظ!! ربَّما! أو هو الرصيد الثقافيّ المغرور المغشوش ورواسبه، يجعل “الطغام في أرضنا يستأسد، وعلينا يتنمر، وأمام أعدائنا يستخذي”؟ أو هو مجموع الرصيد الفكريِّ والفنيِّ والعقليِّ والثقافيِّ –بمجموعه المختلط-دمَّر النفس العراقيَّة، وهدم الوعي، وخلط الأوراق، وأحدث عمى القلوب، وهو عمى دونه بكثير عمى الأبصار؟ أو هو مجموع ذلك كلّه، قد حدث لمن ذهب ولمن جاء بعده؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *