Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

نظرة إلى التشيع في مصر

أ.د/ طه جابر العلواني

أهم عناصر قوة مصر

  • الانسجام المذهبي فيها منذ انتهاء العهد الفاطمي سواء كانت الكلامية أو الفقهية واعتاد المصريون على ذلك.
  • دخول أي مذاهب أخرى سوف يُحدث نوعا من التشتت والتشرذم يفوق بكثير كل ما جاءت به الاتجاهات السياسية سواءً من فكر سلفي أو إخواني أو صوفي أو سواه.
  • لإيران ومصر خصوصية معينة في عملية انتقال أي المذهبين إلى الآخر فكما أن إيران انتقلت من المذهب السني الحنفي في القرن السادس عشر وانتصر الصفويون وانتزعوا بالدم المذهب السني ولا يبقى فيها مسجد سني واحد وقد تحملت اللوم والحرج السياسي، ولكنها لن تسمح إلى انتعاش المذهب السني فيها؛ لأنها تعتبر هذا يؤدي إلى تغير في الهُوية وتغييرات في كل مؤسسات الدولة.
  • لم يتسامح الإيرانيون في هذا الأمر لا في عهد الثورة ولا فيما سبقها واستوت في ذلك كل التيارات الدينية أو العلمانية، فكلها متفقة على هذا الأمر ودعوات التقريب كلها قبل الثورة وبعدها لم تنجح.
  • أفادت تجارب العراقيين والمناطق الخليجية وهذه مصر أيضا أن دعوات التقريب ونبذ الفرقة يجري استغلالها على الدوام لنشر المذهب الشيعي في الأوساط السنية؛ ولذلك نجد أن القبائل العراقية قد تم تشييع أعداد كبيرة منها تحت شعار التقريب بين المذاهب لتحييد الأطراف السنية والقضاء على مناعتها.
  • بالنسبة للإستراتيجية الإيرانية منذ عهد الشاه وأبيه لم تكن تعتبر انتشار التشيع في الأوساط السنية إلا امتدادًا لنفوذها فلم تكن تتردد في تعزيز اتجاهات الدعوة إلى التشيع في الأوساط الحوزوية ومدها بما تحتاج إليه.
  • وحين قامت الثورة خرجت إيران بتصور يقوم على إغراء جميع المعارضين للخميني من كبار المشايخ بالانتقال إلى أي دولة يختارونها وتقديم منح سخية لهم لتأسيس حوزات لهم في تلك البلدان فمن ناحية تتخلص السلطة الإيرانية ومشايخها من معارضين لهم ثقلهم ووزنهم ومن ذات الصفوف العلمائية ومن ناحية أخرى تنشر المذهب، ومن يرغب بالعودة بعد حين فإنه يعود وقد تغيرت آرائه وأفكاره ويقلع عن المعارضة وقد ينضم إلى صفوف الدولة.
  • مصر بالذات منذ فترة طويلة كانت هدفا لإيران ومنذ زواج شاه إيران بأخت فاروق “فوزية” دخلت أعداد كبيرة من الإيرانيين واستقرت في مصر تعمل في مجال التجارة بالسجاد الإيراني وبعض الأمور الأخرى ووجدت نواة شيعية كانت في الخمسينات قد أصبحت ذات وزن ولو بسيط لكنها موجودة، ومن المعروف أن زوجة الرئيس عبد الناصر “فتحية” كانت تنتمي إلى هذه الأسر وعمها كان أحد العاملين في حقل تجارة السجاد ، وبدأت بعض الحوزات ترسل بين حين وآخر بعض المشايخ للاتصال بهذه الأسر ومحاولة ربطها والمحافظة على انتماءاتها الشيعية وكيفية استثمارها.
  • حين تولى الشيخ محمود شلتوت مشيخة الأزهر وكان من أركان دعوات التقريب أدخل دراسة المذهب الشيعي ضمن المذاهب التي تدرس فيها وجاءت بعض الأرقام المتواضعة من الطلاب الإيرانيين للدراسة بالأزهر، لكنه تراخى ولم يأخذ حظه من الاستمرار.
  • حسب الشائعات المتداولة في أوساط معينة أن عناصر شيعية مختلفة قد سعت إلى تملك أراضي ومباني قديمة وآيلة للسقوط من أصحابها بأثمان مختلفة ويجري استخدام بعض السيدات المصريات – عن طريق الزواج الدائم أو المؤقت – لشراء تلك الأراضي بأسمائهن أو أسماء وكلاء لشركات إيرانية ثم تباع بطرق أخرى لهؤلاء الإيرانيين دون أن يظهروا أو تؤجر لتسع وتسعين منهم أو ما شابه ذلك، تستوي في ذلك الطوائف المختلفة سواءً البهرة أو الإسماعيلية أو الإمامية في إيران والعراق.
  • بعد دخول أمريكا العراق اتخذت من اللاعب الإيراني شريكا تعتمد عليه في المنطقة ومررت النظام العراقي ليكون غطاءً عند الحاجة للجهود الإيرانية وزاد ظهور ذلك بعد اندلاع الثورة السورية وما صاحبها من مخاوف إيرانية، أن تفقد إيران سوريا والإمكانات التي كانت تستفيد منها فعملت على إثارة القلاقل في المنطقة الشرقية في السعودية ولمــَّا لم تستطع أن تفعل شيئا ذا بال ذهبت إلى نقطة أضعف ألا وهي: البحرين وحاولت أن تفجر بها انقلابا يسهل إلحاقها بإيران كما ألحقت في عام 1925م “عبدان” التي فيها البترول.
  • لذلك فإن الأمر جد خطير ويتعلق بمستقبل المنطقة كلها ومواردها ومصير الخارطة السكانية والمذهبية.
  • الخطورة في الأمر أن هناك بعض السياسيين المصريين من إسلاميين وغيرهم معجبون بالنضال الإيراني منذ أيام محمد مصدق وبعد وصول الثورة الإيرانية بقيادة الخميني أصبح لديهم شعور بأن المذهب السني هو المذهب الموالي للسلطة أي كان استبداده؛ ولذلك كثيرًا ما يوجهون انتقادات للمذهب السُني وثناءً على المذهب الشيعي باعتباره المذهب الثوري ولا يفرّقون بين التشيع السياسي والتشيع المذهبي فصار ثناؤهم على السلطة في إيران، كثيرًا ما يغري بعض البسطاء باعتبار أن المذهب الشيعي أفضل من السني ومن يريد خدمة الأمة والدين فعليه أن يتشيع أو يؤيد السياسات الإيرانية ويعادي المخالفين لها.
  • لذلك فإن الأمر في حاجة إلى عدة أمور لإيجاد نوع من الحصانة أو المناعة الذاتية لدى السنة بعامة وفي مصر بخاصة. والتفريق بين حب آل البيت الذي يقوم به المسلمون كافة، أما الشيعة فيغلون فيه غلوًا كبيرًا، فربما قال بعض أئمتهم:” إن أئمتنا خير من الأنبياء والمرسلين ” ومعروف أن الفاطميين كانوا يحاولون أن يحصروا الشعب المصري داخل أرضه ولا يسمحون باتصالهم بالعالم الخارجي فأحيوا تلك المشاهد والأضرحة وجعلوا المصريين يعتبرون هذا بمثابة ركن من أركان الإيمان وهم يحاولون اليوم استغلال هذه العاطفة وتوظيفها وبيان أنها خاصية من خواص الشيعة وليست صفة مشتركة في عموم المسلمين الدين قال الله لهم﴿ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ..﴾(الشورى:23).

فنحتاج إلى كثير من البحوث التي تفرق بين حب آل البيت – حبًا لائقًا بهم ويليق بجهودهم في خدمة الإسلام والدين –  وبين التوحيد الذي هو ركن إيماننا الركين.

نحتاج في الوقت نفسه إلى نوع من الدراسات المقارنة بين حب وحب؛ لأن الأعداد الهائلة من المتصوفة في مصر قد لا يجد بعضها حرجًا في الانفتاح على الشيعة والتعاون معهم لالتقاء الطرفين على حب آل البيت وتعظيمهم ولا بد من تكليف الأزهر ونقابة الأشراف والمجلس الأعلى للطرق الصوفية بوضع سياسات تحافظ على حب أهل البيت دون الانزلاق للمذهبية الضيقة والطائفية المرفوضة.

لابد من إدخال دراسات مقارنة في النحل والفرق الإسلامية في كليات الدعوة وأصول الدين بطريقة معاصرة تسمح بتخريج أفواج من الدارسين والقادرين للوقوف أمام المد الشيعي الذي اتخذ وسائل عدة للانتشار أنفق عليها البلايين.

فهناك معاهد عليا متخصصة تستقطب عناصر سنية وغير سنية إلى قسم للدراسة في تلك المعاهد وتقدم لهم الأموال التي تضمن لهم العيش برفاهية سواء كانوا عزابا أو متزوجين في الوقت الذي أغلق فيه الأزهر أبوابه وكذلك الجامعات السعودية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *