دكتور .. ما ضوابط العلاقة بين الجنسين .. خصوصا في مجتمع الجامعات وظهور مفهوم الزمالة .. حيث نرى كثير من الملتزمين يتهاونون في التعامل مع الفتيات ويطلقون الضحكات والمزاحات معهن … أكاد أحيد عما تعلمناه في المساجد .. قل لنا ما ترى؟
الجواب:
مجتمع الجامعة لا يختلف كما هو المفروض كثيرا عن مجتمع المسجد، فالأخلاق لا تدور مع الأمكنة، فتحيد في مكان وتطلق في مكان آخر، ولابد للإنسان أن يتقيد بالضوابط الأخلاقية ويلتزم بها في الجامعة وفي المسجد وفي السوق وفي البيت، وفي كل مكان، فما هو حسن ينبغي أن يكون حسنا، وما يستقبح ويرفض شرعا أو عقلا أو طبعا فإنه يلحقه ذلك في كل مكان، وفي الجامعة تجد البنت زميلات لها والشباب زملاء لهم ولا داعي لرفع القيود، والحدود، لكن من يجد في نفسه ميلا إلى اختيار شريك له في الحياة؛ فيسلك الطرق المتعارف عليها في مجتمعه لتحديد من يريد، وآنذاك يختلط باعتباره خاطبا له حقوق وعليه واجبات.
فالجامعة ميدان للتعلم، والمعرفة، لا لأشياء أخرى، وينبغي لإدارات التعليم والجامعات أن تحرص على ملاحظة ذلك.
لقد أقنعت الحداثة الأجيال السابقة بأن وجود الذكور إلى جانب الإناث يجعل كل منهما في حالة تنافس مع الآخر، ويكون ذلك دافعا لمزيد من التعلم والوصول إلى أهداف العملية التعليمية بشكل أسرع، وقد ثبت أن ذلك كان مجرد تصور خاطئ، روج له في القرن الماضي، وبعض العقود التي سبقته لأسباب لا تخفى، والآن تحاول أمريكا أن تعالج بعض الأمور وخاصة في محيط الكاثوليك بتخصيص جامعات للذكور ومثلها للإناث، ووجد أن المنتسبين لتلك الجامعات العديدة يحققون نسب نجاح أفضل من الجامعات المختلطة، وبقي العامل الاقتصادي هو العامل الأهم هناك في الاستمرار بوجود الجامعات المختلطة، وبعض شديدي التدين من الكاثوليك اضطروا لأن يؤسسوا لما يسمى (homeschooling) أي الدراسة المنزلية، وهي منتشرة في ولايات كثيرة مثل إلينوي وكاليفورنيا ونيويورك، حيث تقوم الأسرة بتعليم أبنائها حتى المرحلة الجامعية الأولية، فلا يذهبون إلى الجامعات إلا وقد تجاوزوا سن الرشد، من أجل الدراسات العليا.
أولئك القوم الذين يحاولون أن يبحثوا باستمرار عما يناسبهم ويصلح لهم بقطع النظر عن التقليد ومتطلباته، والله أعلم.