هل العلمانية هي الحل الأنسب للدول العربية؟
الجواب:
العلمانية لم تكن حلا في أي موقع بمفردها، وليس صحيحا أن العلمانية ستقضي على الطائفية، وتحقق الأمن الاجتماعي في البلدان التي تسود فيها، وأول ما ابتكرت ليتم التمييز بين الكنيسة والدولة كان دورها حماية الكنيسة من تدخل الدولة، واستثمار الدين لصالحها، ومنع الكنسيين ورجال اللاهوت من ممارسة السلطة؛ لأن ذلك يوجد تداخلا بين الاثنين، فتضطرب السلطة وتضطرب الكنيسة.
ولا نرى أن العلمانية بديل عن تعليم الناس كيف يختلفون، وكيف يعالجون خلافاتهم من غير لجوء إلى العنف، واعتراف كل منهم بالآخر، وحقوقه وحريته، واحترام كل منهم لحقوق الآخرين، وكيفية معالجة الاختلافات، والتحلي بقيم أخلاقية إنسانية عالية.
والدول العربية ليست مشكلتها في انتماءاتها الدينية والطائفية، بل مشكلتها في انهدام النظم الأخلاقية، والاقتصادية، والاستعاضة عن كل ذلك بالأشكال والأسماء دون الحقائق، فنحن بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في نظمنا التعليمية، ومعرفة كيفية إصلاحها، وجعلها بحيث تساعد على إيجاد الإنسان الذي نريد، والله أعلم.