حينما عرض النبي على أبي سفيان الإسلام قال ما معناه: اشهد بالتوحيد فشهد أبو سفيان، ثم قال اشهد أنى رسول الله فأبى أبو سفيان، فقال له العباس: ويحك أسلم واشهد بالشهادتين قبل أن تُضرب عنقك .. هل أسلم أبو سفيان تحت تأثير السيف مكرها ؟!! ولماذا أصلا ” أسلم وإلا تضرب عنقك ” أليس هناك ” لا إكراه في الدين “
الجواب:
الذي نعرفه أن هناك أشياء كثيرة نسبت إلى أبي سفيان وعائلته نتيجة ما حدث تاريخيا، والرواية التي ذكرتها كلام لا نعرفه بين الأحاديث الصحيحة، ولا فيما يتعلق بإسلامه، فالذي نعرفه أن أبا سفيان قد زار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يهم بفتح مكة، بعد أن أسلم على يدي العباس بن عبد المطلب، وكان صديقا له في الجاهلية، فدعاه إلى الإسلام وآمن قبل أن يلقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فاصطحبه العباس لزيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يهم بدخول مكة، وذكر له أنه قد أسلم ويريد أن يسلم عليه فرحب به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد اقترح العباس على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يشرف أبا سفيان بين أهل مكة، بميزة ليست لغيره، وهو أن يعطي الأمان من يدخل دار أبي سفيان، فنودي في الناس، من جاء الحرم، أو البيت مسالما فهو آمن، ومن دخل داره وأغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. ولم يكرهه أحد على الإسلام، ولم يقابل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشركه، والقصة طويلة، وموضعها كتب السير، فإياك أن تأخذ بروايات المؤرخين وأصحاب السير وتبني عليها قبل أن تتحقق تاريخيا في صحة ذلك من عدمه، عفا الله عنا وعنك، وشكرا.