قيل “لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، من جرَّب المجرب، كان عقله مخرب، المؤمن كيس فطن حذر” ما الذي يجعل الإيمان يتشعب في المؤمن في أنحائه كلها حتى أنه ليزيد من درجة ذكائه وفهمه للواقع ؟ وكيف نصل لتلك الحالة ؟
الجواب:
يتدول الناس كثيرا من المقولات وينسبون بعضها إلى سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بعضها من الأقوال الحكمية المنتشرة على الألسنة، وبعضها قد تصح مرفوعة إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فارجع إلى كتاب المقاصد الحسنة في بيان الأحاديث المشتهرة على الألسنة؛ لتعرف ما نسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو من الحِكم الشائعة وليس بحديث، وما هو حديث، وارجع إلى ما كتب النقاد من كبار المحدثين عن إسناده ومتنه، وإياك وذكر الأحاديث بالطريقة التي تفضلت بها.
والإيمان والعمل مرتبطان منذ أن أمر الله الإنسان بالإيمان به؛ ولذلك كان سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلم الناس القرآن ويعلمهم كيفية العمل به، وفي بعض الأحيان يؤدي بعض ما أمر به إمامهم ويقول للناس: افعلوا مثلي، صلوا كما رأيتموني أصلي، وخذوا عني مناسككم، وما شاكل ذلك، علمنا الله وإياكم ما نحن بحاجة إليه.
وشعب الإيمان كثيرة كتب فيها كثير من علمائنا، أحصاها بعضهم بما يزيد على السبعين، وفقا لأحاديث مروية في ذلك، فالإيمان والعمل مرتبطان وليس كما يتوهم البعض أن العمل لا علاقة له بالإيمان؛ ولذلك تجد النية فريضة في كل عمل يعمله المؤمن المسلم.