Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

مفهوم الرشد

﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ﴾ (الأنبياء:51) الرشد يكون في الأربعين كما في آية اخري .. ما هو الرشد؟ ولماذا تحدد بالأربعين؟ وهل النبي يولد معصوما أم يعصم بعد النبوة؟ وهل العصمة هى الحكم والعلم ؟

الجواب:

مفهوم الرشد مفهوم قرآني، يطلق على ما يخالف الغي من الأقوال والأفعال والتصرفات، ويقال في الأمور الدنيوية والأخروية، وحين يقول الله (جل شأنه): (لعلهم يرشدون) أي لعلهم يتخذون سبيل الرشد، ويكونون من الراشدين، ويغادرون مستنقع الغاوين، الذين أغواهم الشيطان ودفع بهم بعيدا عن الرشد، ويطلق على الأشخاص راشدون، قال (جل شأنه) في سورة الحجرات: ﴿… أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ (الحجرات:7) ، ويطلق على الشئون والتصرفات ﴿… وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ﴾ (هود:97) ، ويطلق على بلوغ الصبيان مستوى الرجولة ﴿… فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا …﴾ (النساء:6)  يعني صار لديهم من الخبرات والتجارب ما يجعلهم قادرين على حسن التصرف في المال، فالرشد مفهوم واسع، يدخل في شئون وشجون كثيرة، نسأله سبحانه وتعالى أن يهيئ لنا ولكم من أمرنا رشدا.

وتحدد بالأربعين لأنه السن الذي تكون فيه تجارب الإنسان فيه قد نضجت وخبراته قد تكاملت، وصار مظنة الاستقامة والرشد الدائم.

 والذي نعرفه من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم يسجد لصنم، ولم يشارك في أي انحراف أخلاقي كان شباب قريش ينزلقون فيه، ولكنه كان تائها لا يرضيه ما حوله، ولا يعرف كيف يغيره؛ ولذلك قال له ربه (جل شأنه): ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾ (الضحى:7) أي حائرا لا يرضيك كل ما تراه حولك من عبادة أصنام، وتعظيم أوثان، وتدنيس البيت الحرام بطوافهم به عراة، وتعبدهم لربه بالصفير والتصفيق، لا بالسجود والركوع، لكنه صلوات الله وسلامه عليه قبل أن يوحي الله له لم يكن يعرف سبيلا لتغيير هذه الأمور، أو إنقاذ الناس منها، حتى هداه الله بالوحي صلى الله عليه وآله وسلم.

والعصمة هي الحفظ الإلهي، للمعصومين من رسل الله وأنبيائه، فلا يرتكبون كبيرة، ولا يصرون على صغيرة، ولا يغيرون فيما أوحي إليهم شيئا، ولا يخالفون الناس إلى ما ينهونهم عنه، ولا يأمرون بشيء لا يكونون السابقين إلى فعله، ولا يحرفون ولا يغيرون ولا يكذبون، ولا يستطيع أحد أن ينال منهم حتى يبلغوا رسالات ربهم، وتلك هي عصمتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *