قال تعالى : ﴿ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا﴾ (الكهف:100) ما قصده سبحانه وتعالى بهذه الآية الكريمه.. يعرض النار على الكافرين؟
الجواب:
هي مرحلة قبل الأمر بإلقائهم في النار، فتعرض النار عليهم، ويرون أهوالها رؤي العين، جزاءً لما كان منهم من إعراض، ووضع الأغطية على أبصارهم وبصائرهم لئلا ينفد نور الهداية إلى قلوبهم وعقلوهم، وهو مثل قوله (جل شأنه): ﴿وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ﴾ (الشورى:45)، لا يستطيعون أن ينظروا إليها بأعين مفتوحة بشكل كامل لهالة الرعب والخوف منها، التي تستبد بهم عند ذلك، فيصبحون بمثابة الأشياء المهملة، التي تنتظر أن تُلقى في النار، وقبل أن يحدث ذلك يعرضون على النار بكل ما في ذلك الموقف من ذل وخوف ومهانة وصغار، وكأن النار آنذاك هي التي تختار منهم ما تريد، وتلتقت منهم ما ترغب، فهم لا خيار لهم ولا إرادة لأن وقت الاختيار والإرادة قد ذهب وأدبر مع الحياة الدنيا، جنبنا الله وإياكم النار.