فرعون قال ” أنا ربكم الأعلي ” على دراستى البسيطة للتاريخ كان الفراعنة يؤمنون بآلهة مثل آمون و رع والشمس ولم يؤله أحدهم نفسه .. كيف التوافق … وفي ذكر قصة يوسف قال النسوة حاش لله !!! هل كانوا يعرفون الله ؟؟
الجواب:
للتوحيد لدى الشعوب صيغ مختلفة، فبعضها تشوب توحيدها شوائب كثيرة، وبعضها تقترب من التوحيد الخالص، ومعرفة تلك الشعوب بوجود إله للعالم كانت قائمة لدى السوماريين والأكاديين، وكثير من الشعوب الأخرى، لكنهم كانوا يشركون به ملوكهم او كهنتهم أو أوثانهم؛ ولذلك كان المشركون يقولون معتذرين عن عبادتهم للأوثان: ﴿.. مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ..﴾ (الزمر:3)، فلا غرابة في أن تعرف الشعوب أن لها إله متعاليا، ولكنها تؤتى من حيث الشرك، والزعم والادعاء بأن أوثانهم أرباب كذلك، ولكن الإله المحتجب عن أبصارهم هو أعلى الأرباب، أو رب الأرباب، أو ما إلى ذلك، فليس ما ذكرت بشيء مستغرب لأن ذلك قائم لدى شعوب كثيرة، فأي غرابة في أن يعرف الفراعنة ذلك، وفرعون قال لقومه: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ (القصص:38)، وقال لهم: ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ (النازعات:24)، يعني إن كان لكم أرباب سواي فأنا ربكم الأعلى.
فلعل ذلك يريحك مما قد يكون علق في ذهنك من وهم التناقض. وفقك الله.