كثيرا ما كنت انتقد الذين يرون بنظرية المؤامرة، إلا أنني – وبعد مجموعة قراءات لكتب مالك بن نبي والإطلاع على نظريته في الصراع الفكري، وخاصة كتابه الأخير “وجهة العالم الاسلامي ج2” الذي يسلط فيه الضوء على دور وفعالية اليهود في العالم- بدا لي أن بلوغ مستوى ما يخطط له صناع القرار في البلدان الاستعمارية الكبرى وعلى رأسهم الصهاينة ومحاولة كشف الخطط قبل تنفيذها محال على من لا يملك غير عقله المنفرد المنعزل عن المعلومة الحقيقية والصحيحة والتي لا يملك إلا استهلاكها في أغلب الأحيان فما بالك بتحليلها والتعامل معها بفعل واع ومتحرك إلى الأمام، هذا إن لم يكن داعما لها من حيث هو يريد مقاومتها وهو لا يدري عالما كان أم عابدا الأمر يكاد يكون سيان، إلى درجة يقف الحليم فيها حيران إلى أين سيصير أمرنا وكيف ومتى سنمتلك حاضرنا ومستقبلنا؟
الجواب:
عرفت فالزم، أخي الحبيب أنت مثل ذلك الإعرابي الذي سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتحدث مع معاذ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ له ما تقولُ في الصَّلاةِ قالَ أتشَهَّدُ وأذكرُ اللَّهَ ثمَّ أقولُ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وأعوذُ بِك منَ النَّارِ أنا واللَّهِ ما أُحسِنُ دندنتَك ولا دندنةَ معاذٍ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أنا ومعاذُ حولَها نُدَندِنُ، فأنت تسأل عن الجنة وكل مفكري الأمة ودعاتها وسائر المخلصين من أبنائها من مختلف الفصائل ينادون بضرورة الخروج من هذه الحالة، ليس اليوم ولكن منذ وقت بعيد والناس يسألون لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟، فنسأل الله جل شأنه أن يهيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز به أهل طاعته ويذل به أهل معصيته وتعلو فيه كلمته، ويسود الوعي عقول أبناء الأمة، وتمتلئ قلوب أبنائها بالإرادة، وتبدأ حالة الوعي تتحول إلى فاعلية وإرادة وعزيمة على التغيير، وإعادة بناء الأمة والدعوة.