Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

الربط بين آيات البقرة:62 -المائدة:69- الحج:17

ما معنى الآية ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (البقرة:62)؟ وكيف نربط بينها وبين الآيات: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (المائدة:69) وبين آية الحج ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (الحج:17)؟

الجواب:

القرآن الكريم صدّق على جميع رسالات الأنبياء أي أعادها إلى حالة الصدق وهيمن عليها، فاليهود والنصارى والصابئة ومن إليهم كل أولئك الذين اعتنقوا أديانا خاطبهم الله (جل شأنه) بها، وتدخل في الدائرة الإسلامية العامة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام والتي تريد بالإسلام إسلام الوجه لله (تعالى)، فالأمم التي مضت بعد أن اتبعت أنبياء الله ورسله الذين أرسلوا إليها لن يظلمهم الله (جل شأنه)، ولن يلقي بهم في النار لأنهم لم يدركوا خاتم النبيين، ماداموا  قد ماتوا على يهودية أو نصرانية أو أي دين جاء به نبي من الأنبياء: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ (فاطر:24)، أمَّا من عاصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد صار مكلفا بالإيمان به وبالقرآن الذي نزَّل الله على قلبه، فإذا لم يفعل وبقي على دينه ذاك فكأنه لا أمل في تغيره، ورجوعه إلى حالة الإيمان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيصر على البقاء على يهوديته أو نصرانيته ولن تستطيع أن نحسم خلافاتنا معه في عرضنا الإسلام عليه والإيمان بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن الذي أنزله الله عليه، فلا ينبغي أن نشغل أنفسنا بعد ذلك في صراع أو جدال معه؛ لأنه سيبقى على مخالفته لنا ولن يرضى عنا ولن نرضى عنه، أما تنظيم التعايش والتسامح بيننا وبينه فهو أمر لابد منه بحيث لا يعتدي علينا ولا نعتدي عليه، ويبقى هو على دينه ونحن على ديننا رغم عدم وجود الرضا القلبي منَّا على ما هو عليه من إنكار خاتم النبيين، وإنكار الكتاب الذي أنزل الله عليه، فهذا الخلاف بيننا وبينه سوف يحسمه الله يوم القيامة، ويبين للخلائق المخطئ والمصيب، والمحق والمبطل، ويبين لهم كل الذي اختلفوا فيه، والله أعلم.   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *