Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

رجوع سيدنا عيسى

ماذا عن رجوع سيدنا عيسى؟

الجواب:

ولدنا الحبيب الكهل في اللغة العربية يبدأ من سن الثلاثين، حيث هناك طفولة، وصبى أو مراهقة، وشباب، ثم تبدأ مرحلة الكهولة من الثلاثين، فإذا جاوز الستين قيل له شيخ، أي دخل مرحلة الشيخوخة، وسيدنا عيسى كلم الناس  في المهد لتبرئة أمه، وكلمهم كهلا أي بعد الثلاثين بصفته نبيا ورسولا إلى بني إسرائيل، ومصدقا لما بين يديه من التوراة ومجددا لرسالة أخيه موسى، ومبشرا برسول يأتي من بعده اسمه أحمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، فالأمر قد تحقق، وليس فيه دلالة على المجيئ الثاني له عليه السلام، ونحن في شوق إلى نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم-، وإلى سيدنا عيسى وسائر الأنبياء والمرسلين، ولعلنا نلقاهم إن شاء الله في الدار الآخرة، أما في هذه الدنيا فقد انتهى الأمر وليس فيهم من يستطيع البقاء ثانية بعد أجله أو القيام بعد موته قبل يوم البعث، وسيدنا عيسى قال الله (تبارك وتعالى) له ﴿.. إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ..﴾ (آل عمران:55) وقد توفاه الله (جل شأنه)، وسيُبعث يوم القيامة -إن شاء الله-، ولو كان قادما مرة أخرى في هذه الحياة الدنيا لكان أشار حين قال الله له مصورا الحوار الذي يجري يوم القيامة وعند الحساب حينما يأتي به الله لأداء الشهادة على اتباعه: ﴿وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ﴾ (المائدة:116) ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (المائدة:117-119)، فلو كان سيأتي مرة أخرى ويعود إلى الحياة ثانية لقال لربه (جلّ شأنه) سأسألهم عن ذلك وسأصحح لهم فهمهم الخاطئ وأعيد عليهم ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم، ولشهد عليهم شهادة ثانية، لكنه لم يقل شيئا من ذلك لا بالعبارة ولا بالإشارة، بل قال: ﴿فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (المائدة:117)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *