هل جاء الإصلاح الديني البروتستانتي الأوروبي المعاصر قاب قوسين أو أدني من الإسلام؟ أم اقتبس منه فقط؟ هناك كتاب خاص يحاجج عن الرأي الأول. فما رأي فضيلتك؟
الجواب:
لا شك أن لحضارة الأندلس ولابن رشد بالذات تأثيرا كبيرا على الاتجاهات الفكرية والمعرفية فيما صار يعرف فيما بعد أوروبا، حين كانت في قرونها الوسطى وفي عصور ظلامها، ولا شك عندي أن اتجاهات الإصلاح الديني في اليهودية والنصرانية قد تأثرت بالمدارس الإسلامية كثيرا، بل يعتبر بعض مفكري الغرب أن اتجاهات التحرر بما فيها اكتشاف العلمانية والتوجه إليها إنما تم بتأثير المعارف والثقافة الإسلامية، لكن ذلك لم يقرب الأوروبيين يهودا أو نصارى إلى الإسلام، بل أخذوا منه ما شاؤوا ونستطيع أن نقول إنهم قد قاموا بعملية تنقية أو تصفية من مؤثراته ليضعوه في الإطار النصراني واليهودي دون تأثر بالرؤية التي تصحبه أو الدين أو الإيمان بقدر ما استطاعوا؛ ولذلك يعزو البعض إلى أن حملاتهم الأخيرة التي أدت إلى سقوط الدولة العثمانية وتكافلهم على إسقاطها وغزو العالم الإسلامي فكريا والغارة عليه لتغيير معتقداته وأفكاره ونهب ثرواته وتفريق كلمة الأمة المسلمة والسيطرة التامة عليها كله جاء بعد اكتشافهم تلك المؤثرات التي شكلت خطرا في تصور كثير منهم على القيم الأوروبية نصرانية كانت أو يهودية، ولتأمن أروربا ثم أمريكا بعد ذلك من أخطار التأثير الإسلامي غزت العالم الإسلامي وما تزال تتجه إلى السيطرة عليه والهيمنة درءا لذلك الخطر الموهوم.