– فضليتكم ما رأيكم في نظرية المترادفات اللغوية في المصحف ، والتي تقر من خلالها أنه ليس كل المصحف هو القرآن .!! وأسس عليها آراء كثيرة مخالفة لما أجمعت عليه الأمة من عهد النبي ﷺ ؟
الجواب:
إنني أتردد كثيرا في نقد من لا أرى دعاواه تدخل في إطار المعرفة المبرهن عليها، والتي أثبت منهجها، ولكن حين يلح بعض السائلين وأشعر من إلحاحهم أنهم مخلصون في طلب مشورة أو نصيحة في تبني بعض آراء من يسألون عنه اضطر للجواب، وإذا أجبت فأحيانا أخلط الجد بالهزل، على غرار قول القائل: إذا عيّر الطائيَ بالبخلِ مادرٌ *** وعيّر قسًّا بالفهاهة باقلُ
وقال الدجى للشمس:أنتِ كسيفةٌ *** وقال السهى للبدر وجهك حائلُ
وطاولت الأرض السماء سفاهة *** ونافست النجم الحصى والجنادلُ
فيا موت زر إن الحياة ذميمةٌ *** ويا نفس جدي إن دهرك هازلُ
ولقد قرأت لكل هؤلاء الذين تصدوا لكتاب الله، واقتحموا ساحاته دون إعداد ودون تهيئة، حتى أولئك الذين بلغ الإسفاف بهم أن رأينا بعضهم يسجد على ذقنه، ويعتبر أنه قد اكتشف اكتشافا واجتهد اجتهادا لم يسبقه إليه أحد من العالمين، حيث إن صيغة السجود معروفة لدى البشر من مختلف الأديان، لكن صاحبنا يضع ذقنه على الأرض ويعتبر ذلك هو السجود الحقيقي الذي جاء القرآن به، وأشكال السجود الأخرى كلها عنده مرفوضة، وهناك حوالي تسعة كتاب أو عشرة في العالم العربي المغاربي والمشارقي قد اقتحموا ساحات القرآن بمثل طريقة من سجد على الذقن، ولم نذكر اجتهاداتهم المرذولة خوفا من زيادة انتشارها وتوهم الناس أننا نقوم بذلك بدوافع حسد أو غيرة أو تطاول أو ما إلى ذلك، فيا بنيتي حاولي إذا ما قرأتي لأحد من الرهط التسع أن تتبيني وتقرأي قراءة الناقد البصير أو تبتعددي عن بعض القراءات المشوشة للأذهان، المضعفة للإيمان، التي هي أشبه بالشنشنة التي نعرفها من أجذم، واسلمي.