Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

الجهد الفكري وثمرته

لماذا لم يثمر جهدكم تيارًا عامًا في الأمة الإسلامية له مُنظّرون وأنصار، وبقي أسير مكتبات بعض المثقفين ومجالسهم الخاصة، هل لأن الأفكار الباردة الهادئة تخص الخاصة، أم لأنه لم يكن هدفا لكم تشكيل تيار فكري . شكرا لفضيلتكم؟

الجواب:

هناك فصل واقعي وإن لم يكن مقصودا بين الفكر والحركة، قد تطلق الأفكار المهمة الحسنة التي فيها إمكانات البعث والإحياء، ثم لا يتحرك أحد بها؛ فتبقى مجرد أفكار على أرفف المكتبات، حتى يقيض الله لها من ينفخ فيها روح الديناميكية والتحرر والانطلاق، فتبدأ تلك الروح تسري في المجتمع وتتألف حولها بؤر إنسانية تتشكل بها وتتحرك في إطارها، والأفكار تحتاج لكي تتحول إلى تيارات عمليات تفعيل؛ ولذلك قال ماركس عن هيجل وأفكاره كان هيجل فوق الأرض، فوضعنا له أرجلا وجعلنا يسير على الأرض، وتلك هي عملية التفعيل، أن يأخذ أناس قادرون أفكارا معينة ويفعلونها فتبدأ روحها تسري والناس يتبنونها ويلتفون حولها فتتكون بها حركات إصلاحية، فأفكار ابن تيمية مثلا كانت أفكارا بثها في كتبه، حاول ابن القيم وغيره من تلامذته تفعيلها بالكتابة حولها والانطلاق منها، لكنها لم تتحول إلى حركة وتيار إلا بعد أن تبنى قادة حركيون أمثال الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره لتنتشر وتصبح حركة بل ودولة من بعض الجوانب، وهكذا أفكار أخرى كثيرة يمكن اتخاذها نماذج في هذا، ولا يطالب المفكر نفسه أن يقوم بعملية التفعيل، أو بناء تيار أو حركة وفقا لأفكاره، فعمليات التفعيل في الواقع غير عمليات إنتاج الأفكار، وصناعة الأفكار غير صناعة الحركات والتيارات، ولكل وجهة هو موليها. وشكرا.    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *