Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

المساكنة بين الرجل والمرأة

أود الاستفسار عن مسألة ما تسمى بالمساكنة بين الرجل والمرأة دون زواج يربط بين الطرفين.. وهو كما تعلمون شائع في الغرب ويميل إليه بعض المغتربين العرب والمسلمين تحت ضغوط الحياة هناك.. فهل الالتزام الأخلاقي بين الطرفين وحبس كل منهما نفسه على الآخر كاف لإقرار ذلك وشرعنته دون توثيقه والإشهاد عليه سيما أنني سمعت أن المذهب المالكي يقول بشيء من ذلك .. ولم أتكمن من التحقق منه،  أود البحث في المسألة فمن أين أبدأ ؟؟؟ وماهي الكتب التي تنصح بها ودمت سالما.

الجواب:

ابنتي ليس هناك شيء اسمه المساكنة، إلا بالنسبة للرقيق والخصيان، فهؤلاء حينما يتحدث الفقهاء عن العورات والدخول إلى الحجرات في البيت يجري ذكرهم باعتبارهم مساكنين، وكما يقال عن القطط: إنها من الطوافين عليكم والطوافات، فهؤلاء مساكنون ليسوا من أهل البيت ولكنهم يسكنون فيه لمساعدة أهل البيت فيما يحتاجون فيه إلى المساعدة، والقرآن المجيد قد قص علينا في قصة سيدنا يوسف أحسن القصص، والتي كادت تذهب بنبوة يوسف وبركته لولا أن رأى برهان ربه، فالمساكنة منهي عنها، ومن كان لديه عاملون مساعدون في المنزل فلابد أن يكون لهم سكن يخصهم ويفصل بينهم، وبين أهل المنزل لئلا يقع أي من الطرفين في الحرام بأي شكل ومنه النظر إلى من لا يحل، أو الاطلاع إلى عورات ليس لأحد أن يطلع عليها إلا من استثناه الله، وما تشيرين إليه جزء من التقاليد الغربية التي تحدث لمن يسمون أنفسهم أصدقاء، فقد يجرب كل منهم الآخر في السكن المشترك وهم لا يعرفون حلالا ولا حراما في العورات، وحق الخصوصية حق عرفي له حدوده ولكن من قال لك إنه لا تكون هناك معاشرة، فالأصل في المساكنة في خارج بلاد الإسلام هي المعاشرة بين زان وزانية يحاولون تأطير علاقتهما المحرمة الفاحشة في إطار ألطف فيقال صديق وصديقة.

فتتم المساكنة وقد تستمر سنين وقد ينجبان دون عقد زواج قانوني، وهناك نوع آخر من المساكنة في الغرب هو ما يسمى بالمساكنة أثناء الافتراق ولكن تنص القوانين بأن تخبر المحكمة ببداية فترة الافتراق بين الزوجين، ولا يجري الحكم بالطلاق إلا بعد سنة كاملة، وهذا الافتراق افتراق رضائي يبيت كل منهما خلاله في غرفة مستقلة وليس هناك ما يمنع أن يقع بينهما علاقات ولكن يفترض أنها مرحلة تمهيدية للطلاق.

وكل ذلك يمثل جزءا من نظام الحياة الأسرية في الغرب، وهو نظام لا يقر الإسلام منه إلا صيغة واحدة من ست صيغ شائعة في الغرب الآن، وهي الصيغة المعروفة في العالم كله وهي أن يتفق رجل وامرأة على تكوين أسرة بنكاح شرعي وقانوني صحيح، فيمهر الرجل المرأة بمهر، ويعلن ويشهر بينهما النكاح، وهناك تفاصيل تعرض القرآن المجيد لها اعتبارا من الخطبة وحتى الوفاة، وعليها بنى الفقهاء فقههم، وليس فيه هذه الداهية التي ذكرتها.

لكن كثيرا من الشباب الضائع اليوم يحاول أن يستمد ثقافته الشرعية من الأفلام، والروايات، والمسرحيات، وما ينشر في الغرب وعنه ويقلد تقليدا أعمى ذلك فشاع نكاح المتعة ونكاح الدم، وغيرها، وكل ذلك ليس من النكاح الشرعي بسبيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *