Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

الفارق بين النبوة والرسالة

أ.د/ طه جابر العلواني

فرق القرآن الكريم بين النبي والرسول. فكلاهما موحى إليه، ولكن وحي الأول مختلف عن وحي الثاني. فالوحي المنزّل على الرسول هو رسالة تشريعية؛ أمَّا الوحي المنزل على النبي فليس فيه تشريع جديد. إنّما يتبع النبي تشريع الرسول الذي سبقه. والرسول والنبي مكلفان بتبليغ الوحي الموحى به إليهما ودعوة قومهما به. وبذا فإنّ وظيفة الرسول هي: التلاوة والتبليغ لما أنزل الله عليه من أوامر تشريعية فيكون بذلك صاحب رسالة.

قال (تعالى): ﴿… وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (العنكبوت:18)، وقال: ﴿ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ..﴾ (الأنعام:151)، أما وظيفة النبي فهي الدعوة والتعليم والقيادة للناس، كون النبي مقام علمي. وبذا يكون النبي رسولا تابعًا. وهذا المعنى جلي في نبوة موسى وهارون عليهما السلام، قال (تعالى): ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا﴾ (مريم:53) وقال (تعالى): ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ﴾ (الشعراء:12-13) وقال: ﴿ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الشعراء:16)  فهارون نبي وفي الوقت ذاته أرسله الله (عز وجل) مع موسى إلى فرعون وجعله وزيرا لموسى يؤازره فصار رسولا أيضا، فما الفرق بينه وبين موسى إذا كان كلاهما نبيًا ورسولا؟ الفرق بينهما هو أن موسى أوحى إليه رسالة بينما لم يوح إلى هارون برسالة وإنما هو تابع لرسالة موسى يدعو إليها؛ لذلك تم وصف هارون من حيث الوظيفة بمقام الوزارة، قال (تعالى): ﴿ وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي﴾ (طه:29-32). إذا وظيفة الرسالة متحققة بالنبي الذي نزل عليه رسالة جديدة فصار بها رسولا يدعو إليها، ومتحققة بالنبي الذي لم ينزل عليه رسالة مثل هارون من خلال دعوته للرسالة التي نزلت على أخيه فصار كلاهما رسول رب العالمين. وظلت هذه التفرقة متضحة في أنبياء بني إسرائيل، فكلهم تابعون لرسالة موسى لم ينزل عليهم أي تشريعات، وإنما نزل عليهم أوامر وتعليمات ليقوموا بالإرشاد والهداية والتوجيه لرسالة موسى بمقتضاها، فكانوا بذلك العمل قد تحقق بهم صفة الإرسال ولكن دون رسالة تشريعية، إلا النبي عيسى –عليه السلام- فقد صار بمقام الرسول صاحب الرسالة وأخذ حكمهم من حيث الحفظ والعصمة من القتل.

  لقراءة البحث كاملا يرجى فتح الرابط التالي: 

الفارق بين النبوة والرسالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *