أ.د/ طه جابر العلواني
لقد مر علم أصول الفقه بأطوار متعددة: أولها حين كان مجموعة من الضوابط الشائعة في أذهان مجتهدي الصحابة لا تعرف لها أسماء اصطلاحية، ولا عناوين فنية، ولكنها أمور يعرفها أولئك المجتهدون سليقة، وينطلقون منها في معرفة الأحكام كما كانوا ينطقون اللغة سليقة، ويدركون الفرق بين اللحن والاستقامة من غير حاجة بهم إلى قواعد وضوابط عرفها واستخدمها من جاء بعدهم.
وأما الطور الثاني: فهو الطور الذي شاعت فيه هذه القواعد والضوابط، وتقلبت على ألسنة العلماء، وعرفتها محافلهم.
وأما الطور الثالث: فهو الطور الذي جمع فيه عالم قريش الإمام محمد بن إدريس الشافعي هذه القواعد في كتاب وعرضها عرضًا نظريًا استدلاليا رائعا، حولّها إلى منهج بحث في أدلة الفقه يتوصل الفقيه بمقتضاه إلى الأحكام التفصيلية.
وكل هذه الأطوار معروفة معالمها، بيّنة حدودها ولذلك آثرنا تجاوزها في هذا العدد من أضواء الشريعة -إلى الطور الرابع، وهو الطور الذي بدأ بعد انتشار رسالة الإمام الشافعي وشيوعها، فما هي أهم معالم هذا الطور من أطوار الفقه وخصائصه وما الذي تلاه؟
لقراءة البحث كاملا يرجى الدخول على الرابط التالي: