Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

القرآن وتحديد معاني النبوة ومهام الأنبياء

 

أ.د/ طه جابر العلواني

مما لاشك فيه أن الرسالة الخاتمة قد استوعبت تجارب النبوات كلها واستعرضت تاريخ الرسل مع أقوامهم وأنواع خطابهم والحوار والجدل الذي كان يدور بينهم وبين أقوامهم وتنوع خطابات الأنبياء وتعدد مضامينها وفقاً لعوامل الاستجابة والرفض والإقبال والصدود والقبول والإعراض ورسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم تكن بدعاً من ذلك.

ولقد عرض القرآن الكريم الكثير من التجارب النبوية التي كانت في بعض الأحيان تواجه بالصدود والإعراض حتى إذا مات النبي أو فقد اتخذ الناس من قبره وثناً قدسوه وربما اتخذوه رباً أو إلهاً، فكان القرآن المجيد ثم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شديدي الحساسية لهذا الأمر، فحرص القرآن الكريم على أن لا يتكرر هذا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومع قومه فمن هنا امتلأ القرآن الكريم بالآيات الكريمة التي تحدد المفاهيم بدقة وتضع الفواصل الدقيقة والكبيرة بين النبوة وهي من عالم الغيب والأمر والإلوهية وهي من عالم الأمر والغيب كذلك؛ لكي لا تكون هناك أية فرصة للخلط وتكرار أخطاء الأمم السابقة التي فقدت القدرة على تمييز الفوارق بعد طول الأمد وقسوة القلوب بين النبوة والرسالة والربوبية والشفاعة والألوهية والخالقية ومستويات الأمر والإرادة والمشيئة فأخطأت السبيل وضلت الطريق وحولت النبوات والرسالات إلى وسائل للضلال بدلاً من وسائل هداية. ولذلك فقد حرص القرآن الكريم في التأكيد على بشرية الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي الوقت نفسه وجوب طاعته فيما يأتي به من الله (عز وجل) والتحذير من مخالفته خاصة في التحذير من الخط الفاصل الدقيق الذي قد يؤدي إلى الخلط والإرباك بين متلقي الرسالة وبين صاحبها (تبارك وتعالى) وفي هذا الإطار يمكن أن ندرك عظمة الآيات الكريمة الكثيرة التي تعلقت في هذه المجالات وأوضحتها بأفضل ما يكون الإيضاح. كذلك نستطيع أن نفهم كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم – يحذر الناس من المبالغة في تعظيمه للأسباب ذاتها: ففي الوقت الذي ينهى الله (عز وجل) الناس عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أن يجهروا له بالقول كجهر بعضهم لبعض ويحذرهم بأن ذلك قد يحبط أعمالهم نجده (تبارك وتعالى) يؤكد بشريته  ونجده -عليه الصلاة والسلام- يؤكد بشرية نفسه كما ورد في رواية عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ “إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ وَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلَا يَأْخُذْ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ، أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ “قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَزَادَ أَوْ نَقَصَ فَلَمَّا سَلَّمَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ قَالَ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ أَنْبَأْتُكُمُوهُ وَلَكِنِّي إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ فَأَيُّكُمْ مَا شَكَّ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحْرَى ذَلِكَ إِلَى الصَّوَابِ فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ ثُمَّ لِيُسَلِّمْ وَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ” رواه النسائي.

فإذا ارتجف رجل أمامه من هيبته يسارع إلى تذكيره وتذكير من حوله بأنه ابن امرأة قرشية من شعاب مكة كما روي عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ “أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ فَقَالَ لَهُ هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ”.

لقراءة البحث كاملا يرجى فتح الرابط التالي:

القرآن وتحديد معاني النبوة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *