أ.د/ طه جابر العلواني
تتابعت النبوات و جاءت كل رسالة تحمل من خصائص المرحلة التي نزلت فيها، فأثر اللحظة التاريخية وسياقاتها له أثر بالغ الأهمية في حسن استقبال أو رفض الخطاب، قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة:19).
فالآية الكريمة توضّح ذلك الأثر من خلال بيان التلازم بين طول الأمد من جهة وقسوة القلوب من جهة أخرى. فالانقطاع عن الوحي وبعد العهد به، يُحدث قسوة القلب حتى يصبح الخطاب (مهما بلغ تأثيره) أقل تأثيرًا أو منعدمًا في بعض الأحيان.
وكذلك رسالة موسى -عليه السلام- جاءت مراعية لطبيعة الظرفية واللحظة التاريخية التي يمرّ بها بنو إسرائيل، فأرادت تحرير بني إسرائيل من عبودية فرعون أولًا وقيادتهم إلى عبادة الله الواحد الأحد. ورسالة عيسى -عليه السلام- إلى الشعب نفسه كان جوهرها تحريرهم من قسوة القلوب والحرفية المادية المفرّقة في فهم الدين، ومن ثمّ قيادتهم باتجاه مقاصد الدين وروح تشريعاته وجوهره بعيدًا عن الاستغراق في شكلياته.
لقراءة البحث كاملا يرجى الدخول على الرابط التالي: