Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

د. هشام الطالب

معرفتي بأستاذنا الدكتور طه جابر العلواني تقارب نصف قرن، حيث كان خطيبا مفوّها في جوامع بغداد يقصده الشباب المتفتح والمتطلع إلى فهم عصري وأصيل للإسلام، راغبًا في إزالة الظلم والتسلط.

ثم ازدادت معرفتي به في الستينات حيث عرفته وقد جمع بين تعمقه الفقهي الصافي ومنصبه العسكري في وزار الدفاع العراقية، بالإضافة إلى دراسته في مداري الدولة العلمانية مما جعله يهتم بأمور الشعب العراقي وكيف ينقذه من التسلط والتخلف والتفرنج، فقد كان شديد التواصل مع علماء العراق الأجلاء، وقيادات الجيش العراقي وسراة المفكرين النشطين من إسلاميين وعلمانيين لإيجاد صيغة الخلاص من انحطاط أمة “اقرأ” إلى أُمية دونية.

ثم قابلته في مؤتمرات “إتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا وكندا” بعد أن دقق وحقق ونشر كتاب الرازي الضخم في ستة مجلدات: “المحصول في علم الأصول” وقد أصبح في طليعة الأساتذة العلماء في فهم الفقه وأصوله ثم أصول البحث العلمي ومناهج التفكير قديمها وحديثها.

ولا شك فإنّ مزايا عدة أدت بالدكتور طه أ نيكون ضمن الذين أسسوا المعهد العالمي لفكر الإسلامي إثر مؤتمر لوجانو عام 1977م، والذي يبتغي إنهاض الأمة عن طريق إصلاح الفكر الإسلامي ومناهج التعليم. ومن هذه المزايا كما أراها:

  • حفظه ودراسته للقرآن الكريم منذ نعومة أظفاره.
  • معايشته لطبقات الشعب العراقي من مدنيين وعسكريين.
  • دراسته الشرعية والعلمانية.
  • تجواله المتكرر في العالمين الإسلامي والغربي.
  • وأخيرًا انغماسه في بؤرة الحضارة الغربية في واشنطن مما يقرب من الربع قرن، وتفاعله العصري مع التحديات الفكرية والحضارية لبيان التزواج الصحي بين حكمة الوحي الإلهي وخبرة البشر العلمية والاجتماعية، شرقيها وغربيها.

واليوم لا أرى –في حدود معارفي- عالما أعمق وأخرص على التبحر في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ومنهجها النقي الذي يربط الواقع الإنساني بهما منهجا وتطبيقا من شيخنا وأستاذنا الدكتور طه، وأن مؤلفاته ومحاضراته لأكبر شاهد على ذلك.

واشنطن

23/7/2007م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *