Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

أ. زكي الميلاد

يعد العلامة طه جابر العلواني بشهادة الكثيرين من أهل العلم والخبرة، يعد واحدًا من ألمع علماء المسلمين المعاصرين، ويصنف على الطبقة الأولى من المفكرين الإسلاميين في هذا العصر، فهو عالم ومفكر ومصلح تشهد له تحقيقاته ودراساته ومحاضراته التي تتصف بالضبط العلمي، والتماسك المنهجي، والتجديد الفكري، وتتجلى فيها الروح العلمية بأعلى مستوياتها، ويجد فيها أهل العلم ضالتهم، كما تشهد له المحافل العلمية والفكرية، الإسلامية والدولية، التي يضيء ويضيف إليها بحضوره وعطائه العلمي والفكري الأصيل والمتميز. والعلامة الدكتور طه هو من الذين ساهموا في إحداث نهضة معرفية ومنهجية في ساحة الفكر الإسلامي المعاصر، وفد أحد مساراته ومسلكياته الفكرية والثقافية، بتأسيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي الذي جاء فتحا على الفكر الإسلامي، ومنبها الأمة إلى عمق الأزمة الفكرية فيها ومذكراً بها، وداعيًا لإصلاح الفكر الإسلامي طريقًا وسبيلًا لإصلاح الأمة، ومجددًا في مجال إسلامية المعرفة، القضية التي فتحت أفقًا معرفيًا مهمًا أمام تطور المعرفة الإسلامية، وأمام تقدم الفكر الإسلامي، وبلورت مسارًا جديدًا في مسلكياته عرف بنهج إسلامية المعرفة، وفي هذا الشأن يذكر للعلامة الدكتور طه جابر العلواني أنه من المجددين لفكرة إسلامية المرعفة، وعطاؤه في هذا الجانب يمثل طورًا مهمًا في أطوار تجدد وتطور هذه الفكرة الخلاقة في المجال الإسلامي.

يضاف إلى ذلك أن العلامة الدكتور طه، يُعد م نالقلة الذين حاولوا بناء جسور العلاقة بين العلوم الإسلامية والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وهذه واحدة من أكبر المهام الفكرية وأصعبها وأعقدها في ساحة الفكر الإسلامي المعاصر، وليس من السهولة على الإطلاق إنجازها، أو الإدعاء بإنجازها، أو كشب ثقة واعتبار الآخرين بهذا الإنجاز، وعلامة على هذا الاهتمام، وسعيًا لبناء هذه العلاقة، أسس العلامة الدكتور طه جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكأنه بهذا العمل الحضاري أراد أن يبحث عن نموذج ثالث يكون مفارقًا لجامعات العلوم الإسلامية التقليدية في العالم العربي والإسلامي، ولجامعات العلوم الاجتماعية في الغرب، ولافتا من جهة أخرى إلى ضورة الانفتاح والتواصل بين هذين الحقلين، ولهذه المهمة جاءت فكرة إسلامية المعرفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *