Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

د. منى أبو الفضل

طه جابر العلواني، الشيخ، العالِم والعَلَم، حفظه الله وامده بالصحة والعافية والسؤدد والرشد، وأنعم عليه من فضله وكرمه، بقدر ما أنعم به ونفع العباد بعلمه وخلقه، شهادة حق لوجه الله …

محب لله ورسوله وآل البيت: وهب حياته لخدمة القرآن الكريم وجمع كلمة الأمة: لا أتردد في وصفه بأنه من مجددي الدين في عصره، مربي أجيال من موقع القدوة والعطاء والعلم الغزير والمتجدد دائما، واسع الأفق ولديه قابلية عالية للتعلم ولنفع الآخرين بما تعلم، فيه تواضع العلماء على أفضل ما يكونن لا يستنكف عن إعطاء كل ذي حق حقه، ولا أن يعترف بفضل من تعلم منه ولو حرفا، حتى ولو كانت امرأة، زوجة أو ابنة أو أم فاضلة، بعيدًا عن الغرور والغطرسة والاعتداد بالنفس، والأنانية، دائم التزكيعن العفو والعافية، صبورعلى أذى الناس له، على قدر كبير من الزهد في حياته الخاصة، كريم في بيته ومحياه، زوج وفي محب، وأب وجد ودود ومعطاء للأهل وغير الأهل، له حضور وهيبة أينما حل، حلو المجلس، فيه م ندماثة خلق مع روح من الفكاهة والدعابة اللطيفة ما يخفف بها عن ألم كل ذي وحشة أو مكربة، لبق في التعامل مع أطياف البشر، وصنوف المواقف، حمول صبور على الأذى، استطاع أن يقهر المرض واليأس بيقين ورجاء لال ينقطع، إلى جانب ما أفاض الله به عليه من العلم، فهو على درجة عالية م نالحكمة والرشاد والسؤدد في الرأي والمشورة، والتي لا يضن بها على من يسعى لها، أما كزوجة ورفيقة درب فأعترف له بفضل لا يضن به أبدًا في الدعم والمؤازرة في كافة مشروعاتي العلمية والفكرية، مع تفهم وسماحة فيما يختص بحقوقه الزوجية والمنزلية، حلو المعش، يفتش دائما عن محاسن الأداء والعطاء، يحترم ذاتية وشخصية وإنسانية من حوله، وفي مقدمتهم المرأة، يخشى الله تعالى ويتقيه في أماناته، ولا يخشى الناس وألسنتهم وسهامهم العاتبة والجارحة، وإنما يتوخى مرضاة الله في المسلك والمخبر. ولا يزعجني منه في عشرة ممتدة عبر سنوات عسر ويسر سوى موقف متكرر منه، لا ينقصه الطرافة، أفدي به هنا .. وهو اعتياده الغفلة حين تتساقط الجفنين وتتراخى الوجنتين ويسترسل في مملكة النيام، كلماهممت على الحديث إليه في جانب م نأفكاري أو ما يدور في خلجات نفسي من تأملات، وحين أعاتبه ضجرًا على سهومه وعدم الانتباه، يردد على آيات كريمة من سورة الفتح على ما أظن، في موضع وصف للمؤمنين في لحظة التيسير عند الشدائد، فيما معناه .. وإذ تغشاهم النعاس .. فأنزل الله تعالى عليهم السكينة رحمة منه (وياليتني استحضر الآيات بأحرفها الوضاءة المشعة..) – ثم يقول لي مداعبا: ألا تحبين أن تكوني ممن أجاد الله عليهم بفضل المقدرة على إفشاء هذه النعمة من سكينة وأمان في النفوس المتعبة، وماذا أفعل عزيزتي إذ تتملكني تلك المشاعر حين استمع إلى نبرات صوتك الهادئة التي تبعث على الاطمئنان، والسكينة؟! .. ولاستكمال الصورة، فلابد من استذكار تلك المواقف التي أغرقته في متاهات فكرية فأيقظت فيه وخزات ما يعرف بالقلق الفكري، فيزجرني الزجر اللطيف مستغيثًا .. لعدم تقديري لضرورة حسن اختيار الوقت والزمان.. ناعيا في دعابة المحب مصي من وقع في إسر “فيلسوفة” عوضًا عن زوجة.. وللأمانة أقره على مقاله، فأنا أجيد السبح في جوف الليل، وتتفتق لدي الأفكارلتغمرني في بحر من الفلسفة والتأملا، بما لا يستطعه هو إلا مع مطلع الفجر، وفي وضج النهار .. حقا، أن الصحبة الروحية لأعلى مقاما، وأوثق وأدوم وأشد نفاذًا، مما دونها أو ما سواها، والله أعلم.

وهذا قليل قليل من كثير في حق من أعجز عن أن أوفيه حقه بقدر ما يعجز قلمي عن الوفاء.. وكلماتي عن الأداء..

فرجينيا-الولايات المتحدة الأمريكية

17 يوليو 2007

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *