Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

حرق الأحياء والسحل حتى الموت 1

أ.د/ طه جابر العلواني

تعازينا لحرق الطيار الشاب معاذ الكساسبة لأسرته وقبيلته ولملك الأردن وشعبه، بل للبشريَّة المهددة باجتياح قسوة القلوب لقيمها كلها. يذكر الجاحظ في كتاب الحيوان سلوكيَّات لبعض الحيوانات من المؤسف أنَّ بعض الناس عجزوا عن أن يسلكوا مثل تلك السلوكيَّات، فكانوا أحط من تلك الحيوانات بالتأكيد، يقولون: إنَّ بعض الذئاب إذا طارت فريسة من البشر، وسقط بين أيديها، وانكشفت عورته؛ تعف عن افتراسه وتتركه. لا أدري إذا كان ذلك صحيحًا أو غير صحيح، فإنِّي لم أجرب، لكن بعض الشعراء قد أشار بشعره إلى تلك الظاهرة مثل ابن معصوم في قوله:

بطل بسوءته يقاتل *** لا بصارمه الذكر

مشيرًا إلى ذلك الذي أراد الإمام علي قتله فسقط وانكشفت سوءته؛ فعفى الإمام عنه وانصرف، فسجل ابن معصوم بقصيدته الشهيرة تلك الواقعة، لكن من الواضح أنَّ عصابات العنف، وماﭬـيا التدمير لا تعرف إلا عنفًا مدمرًا، يشعرك بأنَّه قاتل يتلذذ بالقتل ويتلذذ بآلام ضحاياه، وتلك خصلة ما كان ينبغي لإنسان أن يسقط في براثنها، فابن آدم الأول حين ارتكب جريمته ضد أخيه سرعان ما ندم، وقرر أن يبحث عن طريقة يكرم بها ذلك الجسد الذي قتل صاحبه، وأزهق نفسه، وتألم وتأوه وتوجع: ﴿.. قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (المائدة:31).

 وذوي الملابس السوداء التي تعبر أول ما تعبر عن سواد قلوبهم، وصحائفهم، ووجوههم في الآخرة، ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (آل عمران:106-107)، هؤلاءلم يرتقوا لا إلى مستوى الغراب، ولا إلى مستوى ذلك القاتل الذي اعترف بأنَّ الغراب أقدر منه وأكثر وعيًا وهو يواري سوءة أخيه الغراب.

وقد أكثر الإعلاميُّون في الكلام عن هذه الظاهرة، ظاهرة الذبح بالسكاكين، ثم حمل الرأس ووضعها على صدر جثة القتيل، أو وضعه على مسند ليراه الآخرون، ويتساءل الكثيرون كيف يبلغ الإنسان هذا الحد من القسوة، خاصَّة وهذا الإنسان المدمر الذي خرب قلبه ونفسه واختلت موازين عقله وإنسانيَّته يزعم أنَّ ذلك أمر يريده الدين، وتستدعيه الاتجاهات الجهاديَّة، ولا نعلم دينًا على وجه الأرض يستبيح الفساد والتدمير إلى هذا الحد إلا تلك المذاهب الوضعيَّة التي فصلت بين الأهداف والوسائل، وأقنعت أعضاءها والمنتمين إليها بأنَّه إذا نادت بغاية ولو على سبيل الكذب والنفاق لها مسحة من شرف، فذلك يعني أنَّ لها أن تستخدم سائر الوسائل لتحقيق تلك الغاية، فالغاية تبرر الوسيلة، أيًا كانت. ونقول بملء الفم بئست الغاية وبئست الوسيلة.

لقد استطاعت الثورة الفرنسيَّة أن تؤسس للإرهاب ولمفاهيمه، ومنها وعنها انتشرت الاتجاهات الإرهابيَّة، وجرت عمليَّات تطويرها على أيدي الراديكاليين، والشيوعيين، ومن إليهم، وأصَّلوا لصراع الطبقات، ودعوا إلى ممارسة العنف، وتكلموا عن هبوط قيمة الإنسان، الذي لم يعد في نظرهم أكثر من عينات أخذت من ستة عشر نوعًا من أنواع المادة ضمتها الطبيعة بعضها إلى بعض لتصنع منها ذلك الإنسان.

والقرآن الكريم بسموه وتعاليه ذكر أصل الإنسان، وبين أنَّه من سلالة من طين ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (المؤمنون:12)، ومن حمإ مسنون ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (الحجر:26)، ومن صلصال كالفخار ﴿خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (الرحمن:14)، ولكنه أعلن في الوقت نفسه أنَّ ذلك لا يقلل من أهميَّة الإنسان، فقال: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (الإسراء:70)، ومع أنَّه جعل خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (غافر:57)، ولكنه مع ذلك جعل الإنسان هو المستخلف على الكون كله، والمسئول عن صلاحه، والمحافظة عليه، والحيلولة دون إفساده، فأقام توازنًا في النظرة إلى الإنسان لا يمكن أن يهون من شأنه، وجعل قتل النفس الواحدة بدون حق كأنَّه قتل للبشريَّة كلها، ﴿.. أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا .. (المائدة:32)؛ لأنَّه ليست العبرة بالقلة أو الكثرة، وإنَّما العبرة بالاجتراء على القتل أو انعدام الجرأة عليه، فالله (تبارك وتعالى) يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، فإذا استهان الإنسان بنفس بشريَّة واحدة فقد استهان بالحياة، ولا يمكن لأحد أن يثق بمن استهان بالحياة أنَّه جاء الناس بما يحيهم، فالإسلام حياة ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (الأنعام:122)، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (الأنفال:24)، فالدعوة الإسلاميَّة دعوة للحياة، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعى الناس لما يحييهم، يمنحهم الحياة السليمة، دعى الناس ليوحدوا ربهم، ويستحقوا بذلك لنحيينه حياة طيبة في الحياة الدنيا، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون، ولم يبعث رسول بالموت إلا عزرائيل ملك الموت، وهو ملك كريم وليس صاحب رسالة.

فكيف يغيب هؤلاء القتلة المجرمون الحياة، ويسوون بين أشرف رسالة وأرحم رسالة، رسالة من قال الله (جل شأنه) فيه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (الأنبياء:107)، فهو الرحمة المحضة الخالصة، التي لا تشوبها شائبة عنف، ولا تخالطها شوائب الإجرام والقتل، لكن هؤلاء قد كذب من كذب عليهم، وفبرك لهم من الأكاذيب ما أطلق عليه مختلف الأسماء، وصور لهم أنَّ الذبح سنة المرسلين، وهدي النبيين، ولقد كذبوا على الله وكذبوا على المرسلين، وافتروا على النبيين وصاغوا بألسنتهم الكذب، ونسبوه إلى سيد المرسلين، الذي بعث رحمة للعالمين، وكيف يريدون منَّا أن نصدق فيمن قال الله فيه: ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (التوبة:128)، هذا الرؤوف الرحيم هذا الذي يعاتبه ربه على شدة رحمته وسعة قلبه، فيقول له: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (الكهف:6)، ويقول له: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (يوسف:103)، ويقول له: ﴿إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (النحل:37)، هذا النبي الكريم الرؤوف الرحيم الذي لا يريد أني صيب الناس عنت ولا مشقة، كيف يدعي القتلة الانتساب إليه، أفلا يخجلون؟ كيف يدَّعون أنَّهم يريدون إعلاء رايته، ورفع كلمته ودعوة الناس إلى دينه؟.

 ليأتي هؤلاء بأثارة من علم ولا أقول بدليل على صحة سلوكيَّاتهم، وانسجامها مع رسالة الله (جل وعلا) وهدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، نعم قد تنسجم دعواتهم وسلوكيَّاتهم مع الماركسيَّة اللينينيَّة، وقد تنسجم مع أصحاب أفكار الصراع الطبقي، وقد تنسجم مع أفكار القتلة، وقد تنسجم مع أفكار المجرمين وعصابات المخربين، والمدمرين، وقد تنسجم مع التيارات والاتجاهات التي نجمت عن الثورة الفرنسيَّة والثقافات الكامنة فيها، وخلاصات تلك الثقافات المدمرة التي تنزلت عبر الأجيال لتصل تلك العقول فتصنع المقاصل لقطع رؤوس الناس، ثم انتشرت في كثير من تلك الأفكار والاتجاهات والتيارات الراديكاليَّة التي لا نجد لها بين طوائف المسلمين ولا في مقالات الإسلاميين قديمًا وحديثًا ما يؤيدها، أو ينتصر إليها، اللهم إلا أولئك الذين زاغوا فأزاغ الله قلوبهم، الذين لم يهتدوا بكتاب الله ولا بهدي رسول الله ولا بسنته، ولم يشموا رائحة شريعته، فكأنَّهم تلك الشياطين التي كانت تسترق السمع، فتسرق كلمة من هنا وأخرى من هنالك وتلفقها، لتدعي أنَّها دليل شرعي، وما هي بأدلة لأي شريعة إلا شريعة الدمار والتخريب والقتل والسحل.

في عام 1959م أطلق قائد الانقلاب العسكري في 14 تموز للشيوعيين الحريَّة، ليجعل الناس تعرفهم على حقيقتهم، وتدرك ما هم عليه، وخلال ثلاثة أشهر كانوا يسحلون جثث معارضيهم في شوارع بغداد والموصل وسواها، فيستمر الضحيَّة المبتلى عدة ساعات يعاني سكرات الموت، وهم يتراقصون حوله مستمتعون بمنظره وهو يتلوى، وقد ربطت يداه ورجلاه وسحل حتى أكلت الأرض جلده ولحمه وظهرت عظامه، فإذا مات بدأوا بتقطيع جثته ليسرقوا ساعة أو خاتمًا أو حلقة نكاح، أو أي شيء، وقد بلغت بهم روح التدمير في بعض الأحيان أن يقطعوا الأجهزة التناسليَّة للرجال ليضعوها في أدبارهم، ويتراقصون ويضحكون حول تلك الجثث المعلقة، بل بلغ الحال ببعضهم أنَّهم كانوا يأتون بسيارتين فيربطون رجلي الضحية كل رجل بسيارة وتسير السيارات باتجاهات متعاكسة ليتمزق الضحية، أمَّا إطفاء السجائر في أجساد الناس وإحراقهم فما كان إلا تسلية عادية لأولئك القتلة، ولأول مرة يرى العراق –آنذاك- انتهاك حرمات النساء، فيؤتى ببعض الحرائر ويعلقن على الجسور وتعرى أجسادهن ويتم العبث بها؛ مما جعل الخراب والدمار يعم ذاك البلد، ويصل به إلى حالة التمزق التي نعانيها اليوم.

هل جاء الإسلام بشيء من ذلك؟ أبدًا، هؤلاء الذين يحملون على التراث الإسلامي يظلمون التراث، ويظلمون أنفسهم، بل يظلمون الدنيا كلها، إنَّ هؤلاء لم يتربوا على التراث الإسلامي، بل تربوا على تراث هجين هذا التراث الهجين هو تراث هذه الحضارة الغربيَّة التي غيبت فيها المعاني، ودمرت فيها القيم، وغاب الهدف، وانخرط الإنسان بالعبثيَّة، والعدميَّة، وفقد التوازن، والاتزان في نفسه وفي عقله، فجعلت الإنسان إمَّا أن ينصرف إلى تدمير الآخر، فإذا لم يجد من يدمره فإنَّه يعمل على تدمير نفسه وينصرف إلى الانتحار، والعنف، والجريمة.

إنَّ منظومة القيم التي أفرزتها هذه الموجات الثقافيَّة المختلفة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين مع انحدارات تراثيَّة من ثقافات مختلفة أدت إلى تعمير بيئات العنف والعدوان، ونبذ التسامح، وتدمير القيم، وإيجاد الإنسان المختل في عقله ونفسه وحياته وبدنه وفي كل شيء، فإذا أضفنا إليها ما تركته الثورة الفرنسيَّة من أفكار وأدركنا كيف صنعت تلك الأفكار، وأخذنا على سبيل المثال جان جاك روسو الذي كان يعاشر التي تبنته، أو التي أطلق عليها أمَّه ويقول: إنَّه لم يكن يجد أبدًا لذة في تلك المعاشرة، ولكنه كان يفعلها. أمثال هؤلاء الذين غيروا أفكار العالم، وحيدوا قيمه، ونزلوا بقيمة الإنسان إلى تلك العناصر الماديَّة، وتشبثوا بأنَّ الإنسان إنَّما تطور عن قرد، ولم يعد الإنسان يسائل نفسه عن شيء، ولم يعد يفكر في فعله قبل أن يفعله، فغاب عنه سؤال لم أفعل ذلك، وحل محله لم لا أفعل أي شيء لكي أثبت وجودي.

هذا التغير أو التحلل أدى إلى رغبات في الإنسان المعاصر كامنة وظاهرة للتحلل من كل شيء، فتحلل هؤلاء من هدي القرآن، ومن سيرة المصطفى، وتبنوا ذلك الخليط العجيب من الأفكار التراثيَّة المنحرفة الزائفة، والأفكار المعاصرة المدمرة، وصنعوا لهم دينًا لا يعرفه سواهم، ولا يتقبله إلا ذوا العاهات، الفاقدون للتوازن العقلي والنفسي، فكيف تواجه البشريَّة هذا الدمار، وهؤلاء المدمرين؟

إنَّنا بحاجة إلى وقفات عميقة مع الأديان، والتراث، والثقافات، والأعراف، والتقاليد، والمجتمعات، وتكونها، وكيف تتنزل الكراهيَّة من جيل لآخر.

 في بحث طريف أجرته مجموعة من الباحثين على مجموعة متشددة تنتمي لأحد الأديان التي كانت سائدة في حروب الفرنجة، والتي سماها أولئك بالحروب الصليبيَّة، والذي يثير العجب أنَّ تلك البحوث قد خرجت بنتيجة غريبة جدًا ولافتة للنظر جدًا تقول: إنَّ معظم المتطرفين جدًا من العينة التي أجري البحث عليها كانت تنتسب إلى بعض القبائل الأوروبيَّة التي شارك أبناؤها في الحروب الصليبيَّة، وبقطع النظر عما إذا كنا نتفق مع هذه النتائج أو نختلف، فذلك يعني أنَّ الثقافات قد تنحدر من جيل لآخر، مثل الأمراض الجينيَّة، فتؤدي إلى بروز ظواهر يستغرب الناس كيف برزت وكيف وجدت؛ لأنَّهم لا يعرفون جذورها، ولا كيف حدثت.

 وللبحث بقيَّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *