Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

هذا بيان للناس لا رجم في القرآن

أ.د/ طه جابر العلواني

قال تعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ * الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (النور:2-3)

لا رجم في القرآن هو عنوان كتاب قيد الإعداد، نعده حلقة من سلسلة حلقات دراساتنا القرآنية، التي نستهدف منها تصحيح الأخطاء التي تناقلها بعض الفقهاء في ظروف معينة فالتفتوا إلى شيء وفاتت بعضهم أشياء، وقد كثر الحديث حول الرجم والجدل فيه من المستشرقين والأجانب، ومن أبناء الأمة، وذلك لأن المسلمين هجروا القرآن المجيد ولم ينظروا إليه على انه المصدق المهيمن على كل ما عداه، كما لم يلتفت بعضهم إلى تواريخ النزول، والسورة التي معنا تعتبر أول سورة تناولت بالبيان الشافي الذي لا يحتمل أي تأويل عقوبات الزنا، وهي في الوقت نفسه من أواخر السور نزولا، كما ينص على ذلك المؤرخون للقرآن الكريم، وبالتالي فإذا كانت هناك أية عقوبة تم تنفيذها قبل هذه الصورة فتكون هذه السورة هي الحكم القرآني الذي يجب ما قبله، ولا يبقي في نفس أحد نقطة من شك بأن ما ورد فيها هو حكم الله جل شأنه، وحكم الله إذا صدر بهذا الوضوح لا يمكن لأحد ان يخالفه أو يبدله أو يحكم بغيره، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتقى الله وأكثر البشر خشية من الله جل شأنه واوسعهم معرفة به، فما كان له أن يأتي حكم الله في آيات بينا مبينات وفي سورة أنزلها الله وفرضها ووصف آياتها بانها بينات ليدخل عليها أي تعديل، والآية قد نصت بوضوح شديد على ان الزاني محصنا أو غير محصن عقوبته الجلد، وقد سمى الله جل شأنه الجلد العذاب، وما كان ربك نسيا، فلو أراد جل شأنه التفريق بين محصن وغير محصن لذكر ذلك، فقد ذكر ما هو أقل منه ألا وهو شهود الناس لعملية إقامة الحد، وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين، وقال جل شأنه وبشكل مزيل لأي شك في الإيماء فإذا أحصن وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (النساء:25) ومعلوم أن الرجم لا ينصف، وذلك يجعل من آية سورة النور نصا في هذه العقوبة، لا يقبل زيادة او نقصا.

أما ما روي عن سيدنا عمر رضي الله عنه من قوله: “آية الرجم كانت  … الشيخ والشيخ إذا زنيا فارجموهما” فهي في أحسن أحوالها تكون نصا من التوراة، وما تزال بهذا اللفظ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجوهما البتة موجودة في التوراة في سفر التثنية وسفر القضاة وبالتالي فلا تقوم به حجة على المسلمين وما يزال هذا النص موجودا بلفظة في التلمود كذلك، وخاصة في المشناة، فلا حجة فيها علينا، ولكنها حجة على بني إسرائيل الذين كان ولا ويزال الرجم في شريعتهم؛ ولذلك فحين زنا يهوديان وكانا من أشراف القوم تشاور اليهود فيما بينهم ولم يكونوا يريدون لهم الرجم وكانوا قد حرفوا عقوبة الرجم إلى ما يسمى بالتحميم والإهانة بأن يركبوا الزاني او الزانية حمارا بشكل مقلوب، وجهه إلى الذيل وظهره إلى رأس الحمل، ويلقون عليه الأحذية والببيض الفاسد وما إلى ذلك إهانة له، وقد قالوا حينما زنا أشرافهم إن أبا القاسم كما تعلمون نبي من الأنبياء صحيح إننا انكرناه ونهينا الناس عن الإيمان به ولكننا نعرف أنه نبي وشريعته لا رجم فيها فلما لا نذهب بهما إليه فيجلدهما مائة جلدة وإذا سألنا الله يوم القيامة قلنا له إننا اتبعنا في ذلك نبيا من أنبيائك لم تأمره بجم الزاني، فأجمعوا أمرهم أن يذهبوا بزناتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليحكم بينهم، وقد كان.

وقبل أن يصلوا إليه نزل عليه صلى الله عليه وآله وسلم قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (المائدة:41) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (المائدة:42) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (المائدة:43) إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (المائدة:44)، بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ أي فضيعوه، وذكر صلى الله عليه وآله وسلم بقوله جل شأنه في سورة آل عمران: كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (آل عمران:93)؛ ولذلك فحين وصل إليه يهود وقالوا يا أبا لقاسم جئناك لتحكم بيننا في هذين الزانيين قد ثبت عندهما انهما ارتكبا جريمة الزنا ورأينا أن نحاكمهما إليك وإلى شريعتك، فقال عليه الصلاة والسلام، وماذا تجدون في التوراة فبدأوا يغمغمون، ثم أصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأتي مدراسهم فأخذ معه عبد الله بن سلام وقصد مدراسهم وسألهم عن اعلم علمائهم في التوراة، فذكروا له ثلاثة منهم فلما جاؤوا بين يديه قال لاثنين منهم من أعلمكم أيها الثلاثة بالتواراة فأشار اثنان منهم إلى رجل أعور وقالوا هذا الأعور هو أعلمنا بالتوراة، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلى به ونشده الله والتوراة التي أنزلت على موسى أن يصدقه، فكان يراوغ حتى الثالثة فقال يا أبا القاسم والله لا أجد إلا الرجم في التوراة؛ ولذ1لك جاءك القوم يبحثون عن الحكم المخفف في شريعتك، للإبقاء على نفسهما، أخرج ذلك الطبري وغيره من طرق عديدة، فقال عليه الصلاة والسلام والله لأكونن أول من يحيي فيكم سنة امتموها، يريد سنة الحكم بالتوراة، فأمر برجمهما، وفقا لحكم التوراة لا لحكم القرآن المجيد، وبذلك فوت القرآن المجيد على يهود غرضهم، ولهوهم ولعبهم بشرائع الله، فأمر بهما فرجما.

 ومنذ ذلك التاريخ واليهود يحالون أن يسلبوا شريعة القرىن صفاتها في التخفيف والرحمة ووضع الإصر والأغلال، ونزع خصائص هذه الشريعة كلها الموجودة في قوله تعالى: وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (الأعراف:155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (الأعراف:156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف:157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف:158)، وهذه هي خصائص الشريعة القرآنية، والجلد يعتبر تخفيفا عن الرجم، ليناسب الشريعة الخاتمة، العالمية التي تتبناها البشرية كلها، ومنذ نزول آية النور لم يعرف المسلمون للزنا حدا سوى ما ذكره القرآن المجيد.

ومن الثابت ان كل ما يتعلق بالروايات الأخرى ماعز والغامدي وغيرها ما صح منها كان قبل نزول سورة النور، وما لم يصح فلا عبرة به، ولا إلزام له، واما الأحاديث فإن فكرة التشديد والتخفيف قد دخلت فقهنا منذ وقت بعيد، وكثير من أهل الفقه ابتلوا بالرغبة بالتشديد، خلافا لما كان عليه رسول الله صلى  الله عليه وآله وسلم، الذي ما كان يخير بين أمرين إلا ويختار أيسرهما ما لم يكن إثما؛ ولذلك فقد ذهب من ذهب إلى التفريق بين المتزوج من الزناة ومن لم يتزوج، واضطربت أقوالهم في الإحصان والمحصن بشكل شديد، قد لا يسمح لسان القرآن بمثل ذلك الاضطراب فيه، وإن اتسعت لغة العرب والأعراب إلى ذلك، ولذا فإن الاعتصام بكتاب الله نجاة، وكتاب الله جل شأنه أحق أن يتبع ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجم يهودا، ولا تعارض آية النور البينة المبينة المفروضة المنزلة على قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم أية روايات مهما طال فيها الرواة والمحدثون، وبالتالي فإننا ندعوا جماهيرالمسلمين وعلماءهم وأئمة مساجدهم ودعاتهم بان يلتفتوا إلى هذا الامر، وأن يتوقفوا عن الابتعاد عن كتاب الله، وغنشاء الأحكام بأدلة من خارجه، فكتاب الله أحق أن يتبع واولى وأحرى بان يطبق وينفذ ويقف الناس عند أحكامه، إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

رأي واحد على “هذا بيان للناس لا رجم في القرآن”

  1. فتح الله لكم سبل النور والهدى وجزاكم خير الجزاء، قضية شغلتني ولم تزل تترك في نفسي عدم ارتياح، فكيف ينزل القرآن بكلام واضح صريح ونجد السنة على خلافه، بل والفقهاء يجمعون على ذلك، ونجد من يدفع بأن القرآن (كان فيه نص صريح بالرجم ثم محي)، هذا لا يتفق ابدا مع كونه متكاملا محفوظا لايأتيه العبث ولا النسيان ولا الزيادة والنقصان.
    جزاكم الله خير الجزاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *