Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

مسيلمات العصر

أ.د/ طه جابر العلواني

لست أدري الحكمة في قرار من يُلقَّب برئيس وزراء العراق بضم مجاميع جحش، التي أثبتت بجدارة أنها لا تنتمي للبشر ولا إلى فصائل الحيوانات المعروفة بأيّ شكل من الأشكال اللهم إلا أشباحها، من لُّقب برئيس الوزراء كذب على العالم وأصدر نداءات وبيانات بأن عصابات جحش قد انسحبت من تكريت وأن الإدارة المحلية قد تسلمت المدينة وعاد الهدوء إليها وأننا سنحاسب أولئك الذين أحرقوا وقتلوا على جرائمهم، ثم طلع علينا بعد يوم آخر بأن سيادته قد قرر ضم جميع مجموعات الجحوش إلى ما سماه بالقوات المسلحة التابعة للدولة، وأنها ستعمل تحت المظلة الحكومية من اليوم، ولهذا معنى واحد أن يحمي تلك العصابات من أي ملاحقة قانونية مهما ارتكبت من جرائم، وفي الوقت نفسه يُغدق عليها من أموال الدولة العراقية، ومن أموال المنكوبين الذين قطّعوا أولادهم أمام أعينهم فأحرقوهم وهو أحياء، فيُقدّم لهم الرواتب من خزانة الدولة وقواتها المسلحة.

لقد نظرت في تاريخ العراق بحثًا عن أية نماذج للحكم تماثل أو تقارب هؤلاء الحاكمين سواء ذلك الذي سمى نفسه بنوري المالكي أو هذا العبادي، ومن يدري من يأتي بعده فوجدت الحَجّاج، ولكن وكم حاولت أن أعرف مَن بلغ في البجاحة والاستهانة بأرواح الناس وأعراضهم واسترخاص الكذب وشهادات الزور ممن ينعتون أنفسهم بالمسئولين في العراق، فما وجدت في كل ما استطعت الاطلاع على سيرهم لهؤلاء شبيها، كم أتمنى لو أسمع جوابا من المراجع أو من المرجع الأوحد في الوقت الحاضر السيد السيستاني، الذي كنت أظنه قد تأثر بالمرجع الخوئي وعلمه وفضله وسعة أفقه، لو رأى أن هؤلاء الذين استنفرهم يقطعون البشر وهم أحياء كما يقطع الجزارون الذبائح بدماء باردة ثم يعبثون بها حتى الموت دون أي استشعار لجلال الموت وهيبته، كم أتمنى أن يُطلع أحد السيد السيستاني على تلك المناظر وينقل للناس ماذا سيقول؟

إن مما نعلمه من فقه الفقهاء أن كلب الصيد لو تجاوز حد الإمساك به فنهش منه أو أكل أو قطع فَقَدَ تعليمه، ويحرم آنذاك أكل ما يصطاد، وأظن أن فقه السادة الإمامية لا يختلف عن فقه الآخرين في هذا الأمر، فكيف بهذه الفئات التي رأيناها على شاشات الفضائيات، تمسك بضحاياها من البشر وتتسابق على تقطيعها طرفًا طرفًا عضوًا عضوًا، وهو يستغيث ويصرخ إلى أن تتسلمه الملائكة ملائكة الموت، أيبقى في نظر أي فقيه يعدّ من صنف البشر؟

ما زلنا نتذكر مواقف مراجعنا أمثال السيد محسن الحكيم الطباطبائي والسيد الخالصي وآل كاشف الغطاء والصدرييّن، ونتذكر مواقفهم حين تنتهك كرامة إنسان أو يُعتدى على الحرمات كيف يغضبون لذلك ويرفضونه، ويتبرءون براءة كبرى ممن تجرأ على التعامل مع الإنسان بهذه الصورة، ولا شك عندي أنّ السادة الصدرييّن والسيد الحكيم والسيد الخالصي والسادة من آل كاشف الغطاء والسيد المدرسي والشيرازي، كل هؤلاء لا يَسرُّهم أن يروا واحدا من أتباعهم أو مقلديهم يمارس تلك الأفعال، لقد نقموا على الشيوعييّن وأفتوا بوجوب قتالهم لأنهم قاموا بجرائم يقترب بعضها من هذا النوع من جرائم فصائل جحش، فما بال مشايخ اليوم ساكتون على كل هذه الفظائع، أم ما دام هؤلاء الذين يُقطَّعون بهذه الطريقة ويُحرَقون أحياء من طائفة أخرى أو مذهب آخر فمباح لهؤلاء أن يفعلوا ذلك كله.

اللهم إني أَشهد أن نبيَّك -عليه الصلاة والسلام-وآل بيت نبيِّك جميعًا، أبرياء وبُرءآؤُا من هذا الذي يُفعل من الذين يزعمون أنهم محبون لهم أو أتباع، اللهم إني أشهد أن العلماء الذين عاصرناهم مثل السيد الحكيم والسادة الصدرييّن والخالصييّن كل هؤلاء بُرءآؤُا من هؤلاء الجحوش، اللهم يارب إننا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء الجحوش وممن يتبناهم ويتستر عليهم ويطلق أيديهم القذرة الملطخة بالدماء في دماء الناس وأعراضهم،﴿ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ﴾(المطففين: 4).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *