Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

التدبر وسيلتُنا لفهم القرآن الكريم ح2

(الحلقة الثانية)

أ.د/ طه جابر العلواني

يقود “التدبُّر” إلى مجالات أربعة للاستبصار -أي إدراك البصائر القرآنيَّة، وهي:

-“الخطاب” الذي يسمح بإنتاج المعنى عندما يقوم القارئ بتمثُّله وملء فجواته، وتقدير محذوفاته، ولا شك أنَّ القرآن المجيد وخطابه قمة في هذا.

– فحص عمليَّة معالجة الخطاب في القراءة للمعنى وتتبُّع الصور العقليَّة التي يشكِّلها في الذهن، وتصنيف عناصرها الجماليَّة وسواها، وسبغ رسائله إلى المخاطب.

– إدراك الشروط التي تتوقَّف عليها عمليَّة قيام التفاعل بين الخطاب والقارئ وتحكمها: “القارئ الضمنيّ”، “المواضعات” = “رصيد الخطاب”، أي المنطقة التي يلتقي فيها الخطاب والقارئ للشروع في التواصل. “العلاقة بين الموضوع والأفق وأثرها في تنظيم مدركات القارئ، والوصول به إلى أن يرسم في ذهنه موضوعًا جماليًّا ملائمًا من جميع النواحي ينتج وجهة النظر الطوافة التي تجعل في مقدور القارئ فرصة للتحرك داخل الخطاب في الصورة القرآنيَّة للكشف عن الظاهر والمكنون والمقروء واستدعاءاته للمحذوف ويبرز كيف يترابط بعضها مع بعض برباط وثيق يجعل منها كأنَّها جملة واحدة بل كلمة واحدة.

– “الإدراك الحسيّ والتصوّر”، فالإدراك يتعلَّق بالموضوع الماثل ويفترض التصوّر إعادة بناء الموضوع، بحيث يحاول القارئ إيجاده على أساس من العالم الذي توحي به الجوانب المخطّطة في الخطاب. إنَّ جوهر ومعنى الخطاب لا ينتميان إلى الخطاب المفهوم لدى القارئ وحده؛ لأنَّه يكون بمثابة المعنى المجدد، وذلك لتفاعله مع العمليَّة التفاعليَّة التي تتفاعل فيها الوحدات، وقد يكون خياليًّا وقد يكون ملائمًا أو نموذجيًّا أو مثاليًّا أو محايثًا[i] أو .. إلخ؛ ولذلك – كلّه– تأثير فيما يدركه أو يتحصّل عليه القارئ المتدبِّر من الخطاب. ونحن في تدبُّرنا لأيَّة سورة من سور القرآن سنحاول استحضار ما ذكرنا، ونوظِّف سائر المداخل التي وصلنا إليها للوصول إلى ما يمنّ الله علينا به من بصائر القرآن وخطابه، مستخدمين مداخل التدبر.

إنَّ العودة إلى القرآن الكريم تعني أن نتجاوز كل الحُجُبْ التي قد تحجبنا عنه وتحول بيننا وبينه، من أجل ذلك توصلنا إلى ما يقرب من ثمانية عشر مدخلًا يمكن أن نتناول كل سورة أو كل نجم من نجوم القرآن بمقتضى تلك المداخل الثمانية عشر بحيث نقرأ السورة أو الآية ثمانية عشر مرة كل مرة بمدخلٍ مغايرٍ للمدخل الذي سبقه، فمن هذه المداخل:

  1. مدخل تفسير القرآن بالقرآن.
  2. مدخل تفسير القرآن بالسنَّة النبويَّة المطهرة وبالسيرة والهدي النبوي.
  3. مدخل الغيب والشهادة.
  4. مدخل عمود السورة.
  5. مدخل الجمع بين القراءتين.
  6. مدخل العقيدة والشريعة، والحلال والحرام.
  7. مدخل الوحدة البنائيَّة.
  8. مدخل القراءة بالقلم وبالخلق.
  9. مدخل الأزمات وطلب الحلول.
  10. مدخل النبوَّات وقصص الأنبياء وبناء الأمم.
  11. مدخل السنن الكونيَّة والاجتماعيَّة.
  12. مدخل الأخلاق والسلوك، وآثارها في حياة الأفراد والأمم.
  13. مدخل الاستخلاف.
  14. مدخل القيم والمقاصد؛ التوحيد والتزكية والعمران والأمَّة والدعوة.
  15. مدخل البحث في الأمثال والقصص.
  16. مدخل الإصلاح والصلاح والفساد.
  17. مدخل تصنيف البشر وفقًا لمواقفهم من قضيَّة الإيمان والكفر.
  18. مدخل العلاقات بين الإنسان والطبيعة والحياة.

فعلينا أن نعيش مع هذه المداخل لكي نتدبر القرآن ونتعايش معه.

[i] عزل النص والتخلص من كل السياقات المحيطة به. فالمعنى ينتجه نص مستقل بذاته ويمتلك دلالاته في انفصال عن أي شيء آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *