Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

هلاّ منعتم البراميل المتفجرة والطيران فوق الأراضي المحررة

أ.د/ طه جابر العلواني

حين انتهت عاصفة الصحراء بإخراج قوات صدام من الكويت فرضت الولايات المتحدة الأمريكية حظرًا جويًا كان له أثره البالغ في حماية مناطق جنوب العراق وشماله من تدمير الطائرات الصدّامية ولم يعد من أجواء العراق شبر واحد يمكن لطائرات صدام أن تطير فوقه إلا هذه المناطق التي يتنازع عليها داعش والحكومات الطائفيّة والقوى التي تديرها، فصبّ صدام ونظامه الذي قصت أجنحته كل سلطانه وتسلطه على تلك المناطق: صلاح الدين، الأنبار، وشيء من بغداد، وجزء من ديالى ولولا تلك الحماية لما أمكن لأمريكا أن تدخل العراق بالطريقة التي دخلتها وتجد الطرق الممهدة لتفعل كل ما فعلت فيه بأيدي جاردنر (Gardner) وبريمر وبقية الشلة ومعهم رجال مجلس الحكم الأربع وعشرين وفيهم ومنهم بعض رجال الحزب الإسلامي أمثال محسن عبد الحميد، والآن يشهد العراق كل هذه المآسي والمصائب لا يدري القتيل لمَ قُتل ولا القاتل لمَ قَتل وهؤلاء الذين يسمون بالقوى السياسيّة مثل عرائس الليلة الكبيرة في أغنية “الليلة الكبيرة”. فالأيدي التي تحرك العرائس خفيّة والعرائس غير الطائفيّة مجرد ظاهرة صوتية لا تأثير لها وفجأة يجد العرب في العراق أن لا ملجأ لهم إلا في شماله وبحماية وبعناية كرديّة وجزا الله الأكراد خيرًا على أريحيتهم وتناسيهم للماضي كله وحسن استقبالهم لإخوانهم الذين يسقون اليوم بمثل الكؤوس التي طالما شربها الأكراد، وفقهم الله وجعلهم ملجأ للخائفين.

فشّار الجحش والبراميل المتفجرة:

كلما حققت قوات المعارضة السورية المسكينة نصرًا حوله الفشّار إلى مصدر حزن وألم ببضعة براميل متفجرة يلقيها هنا وهناك ليقضي بها على أطفال أبرياء ونساء حرائر وشيوخ حالت عللهم وأمراضهم دون مغادرتهم أطلال مدنهم وهذه البراميل المتفجرة لا أعرف عن صناعتها الكثير لكن من الواضح أن لها طاقة تفجيريّة وحارقة وتدميرية كبيرة فهي تهد الأطلال وبقايا المدن وتسويها بالأرض وتدفن تحتها سائر الأحياء حتى القطط لا تعرف سبيلًا إلى النجاة منها، ترى هل غفل النظام الدوليّ المنافق أو نسي منع الطيران وحماية مناطق المعارضة وأطلال المدن الكبرى أمثال: حلب وأدلب؟

 هل نسي هذا المجتمع الدولي ما فعله في شمال العراق وجنوبه من منع الطيران الصدّامي لحماية الشمال والجنوب العراقيين من خطر الإبادة بالطيران؟

 ولمَ لم يمنع طائرات فشّار الجحش من القيام بما تقوم به من إلقاء البراميل المتفجرة وتدمير سوريا تدميرًا شبه تام؟

 هل انمحت من ذاكرتهم قدرة الأمم المتحدة على تحديد مناطق معينة من الشام يمنعون بشارًا من الطيران في أجوائها لحرمانه من هذه القدرة التدميريّة الهائلة لمعارضيه وهدم مدنهم أو أطلالها بالأحرى على جثثهم وجثث أطفالهم ونسائهم فيا لنفاق ذلك النظام الدوليّ وخزيه؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *