Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

عيد الفطر

أ. د. طه جابر العلواني

عيد الفطر أحد اليومين اللذين جعلهما الله تعالى للمسلمين بديلًا عن أيام الجاهليّة وأعيادها، وقد جرت عادة الناس أن تتخذ من الأعياد مواسم للتحلل من القيود والانغماس في اللهو والمرح دون نظر في بعض الأحيان لدى بعض الأشخاص عما يحل ويحرم من أنواع الاستمتاع في هذه الأيام. أمّا هذان اليومان أو العيدان، فللمسلمين والمؤمنين أن يستمتعوا بكل منهما وأن يتحللوا من القيود والأغلال اليومية، ولكن دون تجاهل لسائر الضوابط التي علمها الله تعالى لنا لنضبط بها إيقاعات الحياة. فالعيد يبدأ بالتكبير والتهليل بمجرد أن نعلم معاشر المصلين والصائمين أن شهر رمضان قد اكتمل وأننا قد صمناه من أوله إلى آخره، فنبدأ بتكبير الله -جل شأنه– فهو الذِي شرع الصيام وشرع الحج وهو من يسّر لنا الصيام وسهّله وخفف مؤنته علينا وهدانا للقيام به. فنبدأ بعبادة التكبير: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، نكبر لنعلي الهتاف باسم الله -جل شأنه- الذِي باعد بيننا وبين الشيطان وحررنا من أسره وهدانا للإسلام والإيمان ووفقنا للصيام والقيام. ويستمر الهتاف بالتكبير حتى الدخول في صلاة العيد، فإذا صلى الناس عيدهم واستمعوا إلى خطبة عيدهم توقفوا عن التكبير. وتأتي عبادات أخرى لعلّ أهمها هُوَ أن يتذكر الإنسان ذوي رحمه وأهله وأقاربه، فيبادر إلى زيارتهم ومعايدتهم وإدخال البهجة على نفوسهم ومصالحة من قد يكون قد وقع بينه وبينهم شيء من الجفاء لأيّة أسباب، والمبادر إلى التهنئة والمصالحة هُوَ الأكثر ثوابا عند الله تعالى. ويتفقد الإنسان أيضًا جيرانه في العمل والسكن وسواه، فيزورهم ويسلّم عليهم ويهنئهم بالعيد ويدخل السرور إلى أنفسهم والسرور إلى نفسه وإلى أسرته والتواصل مع الأهل والأحباب والجيران لإشعار الناس جميعًا بالسرور والحبور. وقد ألِف بعض الناس البدأ بزيارة قبور الموتى من أهله وذويه، وهو أمر لا بأس به إلا أنّه قد يكون الأولى تأجيله إلى أن يفرغ الإنسان من أداء حقوق الأحياء من أهله وذوي رحمه وجيرانه وأصدقائه ومن إليهم.

فإن بداية ذلك اليوم بالأحزان وما يذكّر بها قد يبدو مغايرًا لمقصد الشارع من تشريع العيد. والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *