Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

سلسلة تأملات رمضانية (29) زكاة الفطر

زكاة الفطر

الجزء الثاني

الحلقة التاسعة والعشرون

أ. د. طه جابر العلواني

زكاة الفطر تخرج من غالب قوت البلد، فيمكن أن تخرج من لحوم أو رز أو مكرونة أو تمر.. مَا يشكل جزءًا من الطعام الشعبيّ الَذِي يتناوله الناس على اختلاف مستوياتهم. يخرج منه عن كل فرد في الأسرة قدر قد يغني فرد في أسرة أخرى عن التسول والانشغال بطلب قوت ذلك اليوم. ومقدار الزكاة في العهد النبويّ وما تلاه هُوَ وزن الصاع في الوقت الماضي، وفي الوقت الحاليّ يقدر ب اثنين كيلو ونصف من غالب قوت البلد، وفي مصر يعد غالب القوت العيش أو الخبز فما يعادل 2.5 من القمح عن كل فرد في الأسرة. ويمكن أن تخرج من الأرز والفول والعدس والتمر وما يندرج في تحت عبارة غالب قوت البلد

وأفضل أوقات دفعها آخر يوم من رمضان، وقد أباح العلماء -وفي مقدمتهم الحنفيّة- أن تخرج قيمة ذلك نقدًا، وعلى الراغبين بإخراجها نقدًا -وقد يكون هُوَ الأفضل في عصرنا هذا- أن يقدروا قيمة هذا المقدار من قيمة المقدار من القمح أو الأرز، وهي تبلغ عشرة جنيهات. فيجب على رب الأسرة أن يدفع مَا يعادل 10 ج سواء كان طعامًا أو كانت مالًا؛ فالأسرة المؤلفة من خمسة أفراد تكون زكاة فطرها خمسين جنيهًا تدفع على الصغير والكبير وعلى من ولد قبل غروب شمس أخر يوم من رمضان.

وعلى مذهب الحنفيّة، يكون في دفع المال فرصة لدى الفقير لشراء مَا يحتاج إليه، فقد يكون بحاجة إلى الثياب أو الدواء، فالمال يعطيه حريّة التصرف في سد احياجاته لا يتمتع بها من يأخذ صاعًا من أغلب قوت البلد.

وعلى ذلك، فقد يكون الأفضل تقديم دفعها عن آخر يوم من أيام رمضان ليتاح لذي الحاجة أن يتصرف بها فيما هُوَ أوفق لمصلحته. والله تعالى أعلى وأعلم.

ويصر البعض على إخراجها طعامًا، ولكن الحكمة التي جاءت في الحديث النبويّ بإغنائهم، أي الفقراء، عن الطواف والتسول في ذلك اليوم والتفرغ لمشاركة الناس عيدهم وفرحتهم فيه يقتضي تلك المرونة التي قبلها أهل العلم والفقه بدفع المال. فهو إن لم يكن أفضل فهو الاختيار الأنسب للفقراء وذوي الحاجة. ولا ينبغي أن يضيع المسلمون أوقاتهم بالجدل حول مَا هُوَ الأفضل: أن يدفعوا قوتًا أو يدفعوا مالًا؟، ففي الأمر سعة ]وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ[ (الحج:78). وفّق الله تعالى الجميع لما يحبه ويرضاه. وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وجمّع كلمة المسلمين وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم وجمع قلوبهم على محبته وعقولهم على طاعته وإرادتهم على توحيده ووحدة كلمتهم ولمّ شعثهم ورصّ صفوفهم، إنّه سميع مجيب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *