Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

سلسلة تأملات رمضانية (9) الصديق

الصديق

أ.د: طه جابر العلواني

آدابنا حافلة بما كُتب عن الصداقة والصديق، ويغلب عليها الشكوى من عدم وجود الصديق المخلص الذي تأنس به وتأمن تقلباته؛ ولذلك قال بعضهم باستحالة الصديق الصدوق، ووضع بعضهم “الخل الوفي” بين المستحيلات، وقال بعضهم:
تمسك إن ظفرت بذيل حرٍّ *** فإنَّ الحر في الدنيا قليلُ
ويختلف الحكماء في بيان أسباب ذلك، فمنهم من يرى أنَّ الأسباب الرئيسيَّة أو الجامعة لفشل الصداقات أنَّنا لا نحسن اختيار أصدقائنا؛ ولذلك فإنَّ بعض الحكماء قد حاول أن يعطي تعريفات دقيقة للصداقة والصديق، فقال أحدهم: الصديق شخص آخر هو أنت.
وقد فسر ذلك بأنَّ الإنسان ذو طبيعة ومزاج وشكل وأعراض متفاوتة كثيرة، فإذا ما صادف آخر ذو طبيعة أخرى وخواص أخر فكّر في اتباعه، أو أن يدعو ذلك الآخر ليتماثل معه ويتبعه، فكأنَّ كل منهما يستكمل بالآخر ما ينقصه، فيكون بينهما ائتلاف وتكامل يؤدي إلى تقوية العلاقة بينهما، وإحساس بأنَّه مستكمل بصاحبه ما ينقصه؛ ولذلك يبذل كل منهما جهده للاحتفاظ بالآخر وعدم التفريط به.
فإذا تعرَّض أيٌّ منهما لتغييرات حادة في مزاجه أو طبيعته أو الأعراض التي تعتريه فيبدأ شعور بالتغيُّر نحو الآخر تصدقه التصرفات منه أو تكذبه؛ ولذلك فإنَّ من يرد الاحتفاظ بصداقة صديق فعليه أن يلاحظ هذه الأمور بدقة، ويحرص على أن لا يبدر منه شيءٌ سلبيٌّ أثناء أزمة ذلك الصديق أو مروره بظرف خاص أو استثنائي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *