Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

سلسلة تأملات رمضانية (3) عدو الله

الحلقة الثالثة

عدو الله

أ.د: طه جابر العلواني

كثيرًا ما نسمع أنَّ الجماعة الفلانيَّة أعداء الله، أو أنَّ فلانًا من الناس عدو لله، فهل يجوز أن يطلق هذا اللفظ، لفظ “عدو الله” على مؤمن حتى لو ارتكب الكبائر؟

الصحيح أنَّ المؤمن الذي لم يشرك بالله شيئًا والتزم بالتوحيد لا يكون لله عدوًا، وليس لأحد أن يصفه بأنَّه عدو لله، وإن ارتكب جميع الذنوب عدا الشرك، ونفي الرسالة؛ لأنَّ العدو يبغض عدوه، ويتناول عدوه بكثير من الأقوال والأفعال كالسباب والتحقير، أمَّا المؤمن الذي بقي مصرًّا على أنَّه مؤمن بالله يشهد أن لا إله إلا هو، وأنَّ محمد –صلى الله عليه وآله وسلَّم- عبده ورسوله، فلا يمكن أن يكون عدوًا لله، وإن ارتكب الذنوب؛ لأنَّ من آمن بالله لا يمكن أن يعلن عداوته له، ولا لرسوله، ولا لكتابه، والمذنب من الناس بما عدا الشرك يبقى الله ورسوله أحبَّ إليه من كل ما عداهما.

وقد تجد بعض هؤلاء لو خيِّر أن يحرق بالنار أو يقول كلمة الكفر أو السباب لله –جل شأنه- فإنَّه قد يختار النار ومعاناة الاحتراق بها على قول ذلك. فراقبوا الله -تعالى- فيما تقولون وتفعلون، نجانا الله وإياكم من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *