أ.د / طه جابر العلوانى.
إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
أما بعد،
معروفة تلك الحروب الصليبية التي قامت على الشرق الإسلامى؛ لأنَّ ملوك أوربا، وباباواتها تنادوا بأنَّ القيامة ستقوم؛ ولذلك قرروا شن حرب كونية على العالم الإسلامى تحت اسم الصليب، وشعاره.
وبدأوا يطلقون مقولاتهم، ويروجون لها بين الناس، والعالم بأسره، ويزعمون أنَّ هدفهم هو: تحرير بيت المقدس.
وكانوا يطلقون على المسلمين بأنهم وثنيين؛ لأنهم يعبدون الكعبة، والحجر الأسود.
وملأ الشيطان أدمغتهم؛ بأنْ يدخلوا بلاد المسلمين، ويقولون: إنها مشيئة الرب، وقاموا بالقتل، والأسر، والاغتصاب لخيرات البلاد.
واحتلوا المسجد الأقصى، وأقاموا دولا فى الشرق الإسلامى، وجرت فظائع كثيرة، سجل التاريخ بعضها، وأعرض عن بعض. ولم يحظ الناس بأجوبة كافية إلى الآن عن أسئلة كثيرة، مثل: كيف ضعف المسلمون؟ وكيف صاروا مطمع لكل من حولهم؟
والإجابات على ذلك كثيرة، لكنها غير مقنعة، ولا تشف الغليل. فالأمة الإسلامية بكل ما فيها من ضعف فهى منصورة بالرعب، منصورة من عند الله (جلَّ شأنه) ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ (آل عمران:126). ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (التوبة:32). ولا يجترئ أحد على انتهاك حرماتها.
وإذا كان الخليفة المعتصم بالله قد استغاثت به امرأة، فانطلق المعتصم لينصر تلك المرأة، ولم يرجع إلا بعد أن فتح عمورية، وبسط نفوذ المسلمين، وأشاع هيبتهم فى الجميع؛ بحيث لا يمكن أن يجترئ أحد بعد ذلك على مسلم، أو مسلمة.
لكن جميع تلك الجدر قد انهارت، وتجرأ الناس على الأمة، والدولة الإسلامية، وعلى سائر المقدرات.
وهناك أسباب إذا أخذنا بها، لما هانت هذه الأمة، وتلك الأسباب تظهر فيما يلى:
أولا- الاعتصام بحبل الله كما أمرنا الله (جلَّ شأنه) ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (آل عمران:103).
ثانيا- عدم التنازع فيما بيننا، وخاطبنا الله (جلَّ شأنه) ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (الأنفال:46).
كان المؤمنون موضع عناية الله (جلَّ شأنه)، ورأفة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فتبرأ الله منهم، وكذلك رسوله، ﴿وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (التوبة:3).
ثالثا- القدرة على المراجعة، ونقد الذات؛ فلم يعودوا قادرين على الاستغفار، والتوبة، والرجوع إلى الله، ومراجعة أنفسهم، ومعرفة أخطائهم، فضلا عن تصحيحها فى الوقت نفسه.
وكان أعدائهم يتربصون لهم بالمرصاد، ووجدوا فى المسلمين من الثغرات ما يسمح باختراقهم، وكسر شوكتهم، وهذا يحدث لهم عندما يبتعدون عن منهج الله (جلَّ شأنه)؛ فيصيبهم الله (جلَّ شأنه) بعذاب فى الدنيا؛ تذكرة، وتنبيها لهم، ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (السجدة:21).
فإذا قام المسلمون بالمراجعات، ورصدوا أخطائهم، وكشفوا عنها، وصححوا مسيرتهم من جديد، وعادوا إلى الصراط المستقيم؛ عاد الله (جلَّ شأنه) عليهم بالنعم ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ (الحج:41)، فهى سنن الله (جلَّ شأنه) فى الكون؛ التمكين بعد اتباع منهج الله (جلَّ شأنه).
أما إذا استمروا فى غيهم يتمرغون فى أخطائهم؛ فإن العذاب الأدنى سيتضاعف، وتشتد آثاره فيهم، وتستمر حياة الضعف حتى الانهيار، وذلك ما حدث فى تلك الحروب التى أطلقوا عليها، الحروب الصليبية؛ لأنها تحت شعار الصليب، ولتحقيق أهداف الصليب.
إنَّ الناظر فى تاريخ الشرق، والغرب؛ يجد الشرق موضع مطامع الغرب، ومجال حسدهم، ومتنفسهم؛ فالاتجاه نحو الشرق متغلغل فى نفوس، وعقول الغربيين.
ولا تكاد تتوقف موجه إلا تعقبها موجات، والمسلمون للأسف الشديد لم تؤثر فيهم هذه الهجمات؛ ولذلك فهم يسيرون من تدهور، إلى آخر، ومن سئ إلى أسوأ؛ لأنَّ سنة الله (جلَّ شأنه) فى الكون لا تحابى أحدا، ولا تقدم لأحد ما لا يستحق.
وهذه الهجمة الصليبية اليهودية التى تعيشها أمتنا فى هذه المرحلة؛ هجمة شرسة، متعددة الاتجاهات، لا تستثنى تاريخا، ولا ثقافة، ولا دينا، ولا مذهبا؛ فهى شاملة، خطيرة، متعددة الوسائل. وما لم تعِ الأمة هذه الحقيقة، وتراجع نفسها، وتستغفر ربها، وتعلن توبتها، وترجع إلى الله (جلَّ شأنه) رجوعا مخلصا، بعزيمة صادقة راشدة؛ فإنَّ هذه الأحوال التى يشكو الجميع منها لن تتبدل، ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ﴾ (الرعد:11)، ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (الأنفال:53).
ونحن مطالبون اليوم أنْ نقوم لله (جلَّ شأنه)، ونتدبر، ونغير ما فى قلوبنا، وعقولنا؛ ليتغير حالنا، ولنستقيم على الطريق الذى أراده الله (جلَّ شأنه) لنا.
وقد أنذرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحذرنا من الفرقة، والركون إلى الدنيا وحدها، وذلك فى كثير من الأحاديث منها: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِىُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ حَدَّثَنِى أَبُو عَبْدِ السَّلاَمِ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): “يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا “. فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ: “بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ”. فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ: “حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ”.[1]
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم.
الخطبة الثانية.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
أما بعد،
قال الله (جلَّ شأنه) ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ (الأنعام:65)، وكما حذرنا الله (جلَّ شأنه) من الفرقة، حذرنا رسولنا (صلى الله عليه وآله وسلم) منها، وأشار إلى ذلك فى حديثه الشريف:
حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، كِلَاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ – وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ – حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيَّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا -أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا- حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا“[2].
فعلى المسلمين الاعتصام بحبل الله، وهو القرآن المجيد، وبأوامره ونواهيه؛ لأنه حبل الله المتين، و لأن به صلاح الإنسانية كلها. والاعتصام بجماعة المؤمنين، وإذا كان النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) معصوم بمفرده، فإنَّ الأمة الإسلامية معصومة بمجموعها، ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران:104)، ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (آل عمران:110).
وجعلنا الله (جلَّ شأنه) شهداء على العالم ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ (البقرة:143) فالمؤمنون بصفاتهم التى وصفهم الله (جلَّ شأنه) بها فى كتابه الكريم، ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾ (آل عمران:164) ﴿إنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (النور:51) ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ (النساء:103) ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (التوبة:112) ﴿لاخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء:114) ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾ (النساء:115)، ﴿ِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء:146) ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾(الإسراء:9)، وغيرها الكثير، والكثير من الآيات، وأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) التى تتحدث عن الأخلاق التى يجب أن يكون عليها المسلمين، ومعاملاتهم التى تعطى انطباعا عن صورة الإسلام، والرسالة العالمية الخاتمة، وتمسكهم بها هو ذلك الحبل المتين الذى يجب علينا جميعا الاعتصام به.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[1]– سنن أبى داوود، باب تداعى الأمم على الإسلام،ج4،( ص184).
[2]– صحيح مسلم، باب: هلاك هذه الأمة، بعضهم ببعض، (ج4)،(ص2215).