Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

الفكر الإسلاميّ، وقواعد التفكير العالميَّة المشتركة.

أ.د/ طه جابر العلواني.

ما طرح، ويطرح في مصر منذ الخامس والعشرين من يناير (2011م) يشير بوضوح إلى: أنَّ الأجيال الطالعة لا تعيش حالة فصام، أو فجوة مع الأجيال السابقة فقط، بل إنَّ هذه الأجيال تعاني من حيرة، واضطراب شديدين مصحوبتين بإحساس بالإحباط الشديد،لم تنجح انتصارات الثورة في إخراج الشباب منها. فقد كانت أجيال الشباب في حاجة ماسّة إلى ما يحميها من إحساسها بقصور الأفكار المطروحة في الساحة، ليبراليَّة، أو إسلاميَّة؛ أمَّا الليبراليَّة فقد جُربت لعقود كثيرة من السنين بقطع النظر عن سلامة تلك التجارب، أو عدم سلامتها؛ فما زادت الأمَّة إلا تمزقًا، واضطرابًا، وضعفًا في جميع الجوانب، اللهم إلا بعض الشكليَّات الفوقيَّة التي لم تمس حياة الناس، ولم تؤثر فيها.

وأمَّا الخطاب الإسلاميّ فلم يخلو من: قصور جعل الكثيرين ممن وجه إليهم هذا الخطاب يفكرون ببدائل عنه، أو بتجاوزه، والبحث في مصادر الإسلام: كتاب الله، وسنَّة، وهدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلَّم) من جديد عن هيئة ذلك الخطاب الذي يتمنَّون صياغته، والوصول إليه. فهم مع حبهم للإسلام، وحرصهم على الانتماء إليه، وتفضيل مرجعيَّته على أيَّة مرجعيَّة أخرى. لكنَّ عجز خطابه. وتذبذبه، وانتماءه إلى الماضي، وارتباطه بمشاكل الآباء لا بمتطلبات حياة الأبناء جعلهم يتمنَّون الوصول إلى خطاب أكثر دقة، وفاعليَّة، وقدرة على تغيير واقعهم المرفوض، والبحث عن فكر ينتسب إليهم وينتسبون إليه.

فما السبيل لإعادة صياغة هذا الخطاب صياغة سليمة؟

إنَّ السبيل الوحيد لإعادة صياغة هذا الفكر صياغة سليمة هو الرجوع إلى القرآن الكريم، وتلاوته حق التلاوة، وتدبره، والتعقل به، وبناء الوعي عليه؛ لنتمكن من صياغة خطاب يجمع بين القراءتين الوحي، والكون، ويستوعب الإنسان في كينونته، وحركته، وتطلعاته، ويوجه هذا الإنسان نحو غايته التي رسمها الله له، وهذا الخطاب اشتمل القرآن عليه، ونادى البشريَّة لتفهمه، وقبوله، والالتزام به، وبناء الحياة عليه، فإن هي فعلت، وفقهت فإنَّها ستقود العالم لبناء قواعد تفكير مشتركة قائمة على وحدة الإنسانيَّة وتساويها في الكرامة، والمنشأ، والمصير، ووحدة الأرض بيتًا لها، ووَحْدة الموارد التي أودعها الله كونه هذا؛ لتكون أقواتًا لأهل الأرض، وسكانها، كافية وافية لا تعجز عن الوفاء بسائر المتطلبات كما أنَّه سيكون خطابًا قادرًا على تجفف منابع الصراع، والنزاع بين أبناء الأسرة الواحدة، وإدخالهم في السلم كافَّة. ولكن القرآن الكريم يعطينا ذلك فلابد أن نسلم عقولنا، وقوى وعينا له؛ ليعيد صياغتها، ويجدد طاقاتها، ويضعها على الصراط السوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *