Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

نحو مخرج من الفتنة

أ.د: طه جابر العلواني

يُروى أنَّ سيدنا عثمان –رضي الله عنه- حين بدأت الأزمة بينه وبين الثائرين ضده اقترحَ عليه مَنْ اقترح أن يتنازل عن إمارة المؤمنين، فرد عليهم بقوله: “ثوب ألبسنيه الله، ولن أنزعه”، فكانت النتيجة ما حدث بعد ذلك، وفتحت على المسلمين بابًا من الشر لم ينغلق حتى يومنا هذا. وإذا أردنا تحليل تلك الحالة بلغتنا المعاصرة فقد نستطيع القول: بأنَّ ما حدث كان حالة احتقان شديدة تسببت بها ظروف مختلفة، حتى بلغت أوْجها، وصار مطلب معارضي عثمان ضرورة تنحيه، وابتعاده عن السلطة، وكانت له قناعته –رضي الله عنه- ومعه شرعيته ومؤيدوه. ومع ذلك، حين ازداد الاحتقان، حتى إنه ذُبح –رضي الله عنه- وهو صائم وتناثر دمه على مصحفه، لم يضع الفقهاء مقترحات لمعالجة أزمات الاحتقان بين الشعوب المسلمة وحكامها بشكل عملي.

وبقيت هناك مناطق رمادية كثيرة لم يعالجها الفقه، والمعالجات التي وردت في بعض أبواب الإمامة والسياسة لا تتجاوز اقتراح وسائل تهدئة تتناول النأي عن الخروج على الحاكم والتنفير منه، ودعوة الشعوب إلى الصبر عليه، وترك الأمر للزمن.

وفي عصرنا هذا طُوِّرتِ الآليات، ووضِعَت خططٌ كثيرة لمعالجة حالات الاحتقان المماثلة، وإخراج الأمم منها والشعوب بوسائل سلمية بقدر الإمكان، وما قضايا طرح الثقة في البرلمانات والاستفتاء العام واللجوء إلى المحاكم الدستوريَّة العليا إلا بعض الوسائل التي ابتكرها العصر للخروج من الأزمات، فهناك طوارئ كثيرة تطرأ على الحكام والمحكومين قد تقتضي إحداث تغيير بأي مستوى من المستويات عندما تشتد الحاجة إليه، ولا تكون هناك حلول إلا به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *