Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

تسييس الشعوب .. لمصلحة مَن ولماذا؟

أ.د: طه جابر العلواني

لا شك أنَّ السياسة إذا أريد بها: “رعاية مصالح الشعب أو الأمَّة” فهي مسؤوليَّة عامَّة لا يستثنى من واجب القيام بها أحد من أبناء الشعب، إذ إنَّ رعاية شؤون الشعب تعني أن يكون الشعب مسؤولًا عن نفسه وعن بلده وأمنه وغذائه وشرفه واقتصاده ومصالحه وأهدافه وغاياته كلّها، وهذا واجب خطير وشرف عظيم لابد للأمَّة كلّها أو للشعب كلّه أن تتضافر جهوده على القيام به. ولكن حين يُحوَّل العمل السياسي إلى عمليَّات استقطاب وتحزّب وتفريق لكلمة الشعب وتمزيق لوحدته وتشتيت لجهود أبنائه فإنَّها تصبح خطرًا على ذلك الشعب، ولابد أن يتخذ ذلك الشعب ما يستطيع لحماية نفسه من هذه الظاهرة؛ لأنَّها تتحول إلى ظاهرة فتاكة، قد تعصف باستقراره وأمنه واستقلاله، كما حدث في العراق ويحدث في سوريا الآن وحدث قبل ذلك في فلسطين وأفغانستان والصومال وغيرها.

 وما من دين أو منهج ميّز بين الصالح والفاسد في عمليَّات التسيس مثل الإسلام، ففي القرآن المجيد ميّز القرآن بين المهتمين بالشأن العام، وبيّن أنَّ هناك أناسًا يندسون على الشأن العام ويفسدون في الأرض ولا يصلحون، وميّز صفاتهم وعرّف الناس بعلاماتهم في القول والعمل، ﴿… وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ … (محمد:30)، ﴿فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ … (التوبة:55)، ويقول عن فريق منهم: إنَّهم وجهاء ينتمون إلى نخبة: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (المنافقون:4)، وغير ذلك كثير جدًا. وهؤلاء إذا وُجِدوا في سفينة تنصرف إرادتهم إلى إيجاد خروق فيها؛ ولذلك فإنَّ رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- ضرب لهم مثلًا بالسفينة: “حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ قَالَ سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا[1]، وهؤلاء: وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (التوبة:56)، فلهم طرق عجيبة في ممارسة الغش والخداع في العمل السياسي؛ للتمكين لأنفسهم ولأعوانهم، والوصول إلى ما يريدون، والشعوب لا تملك أن تمنع أحدًا من ممارسة دوره، لكن مهمتها أن تراقب هذه الممارسة وتميّز بين الممارسة السليمة في منهجها، النظيفة في وسائلها، الهادفة في خطواتها، التي تتحرى تلك المقاصد التي رسمها الخالق العظيم وهو يوجد الخلق ويستخلفهم في الأرض، ﴿… رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران:191)، ولا يصلح شيء منه بالباطل أو عليه.

إنَّ للشعوب قضايا لابد أن يختص بها أولو الأمر، والذي يطرح على الشارع منها لابد أن ينتقي بدقة وبأسلوب سليم، لا يؤدي إلى ضياع تلك المصالح، ترى لو أنَّ قيادة مصر في السادس من أكتوبر طلبت من الشعب المصري بأن يخرج بمليونيَّة أو آلافية أو غيرها وأعلنت القيادة العسكريَّة خطتها لتحرير أراضيها وعبور القناة، هل كان من الممكن أن يتحقق العبور بنجاح؟ وماذا كان يمكن أن يكون الثمن؟ فتلك أمور يعلمها فريق من الناس يختص بها؛ ولذلك جاء في كتاب الله: ﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (النساء:83)، فليس من مصلحة الشعب أن يطرح عليه كل شيء، وأن يذاع عليه كل شأن، ويناقش في الشارع كل أمر، ولا يسمى ذلك لا ثورة ولا أمنًا وطنيًا ولا مصلحة عامَّة ولا شيئًا من ذلك، لكن نواب الأمَّة وقادتها المنتخبين من أبنائها باختيارها ووفق معايير سليمة لا تعتمد على القرابة والمصلحة والفئويَّة وما إلى ذلك، هؤلاء بحكم الثقة بهم، ولقدراتهم، وحسن اختيارهم، يفوضون بتلك الأمور، ويعرضون على الأمَّة ما يرون ضرورة عرضه عليها وإذاعته بينها؛ لبناء رأي عام، ووعي مشترك، يساعد جميع أبناء الشعب على تحمُّل مسؤوليّاتهم، والمشاركة في الأمور المصيريَّة التي يتعرضون لها معًا.

  إنَّ كثيرًا من الأنظمة الديمقراطيَّة المعاصرة، وفي مقدمتها النظام الأمريكي، حددت قضايا قد لا تتجاوز أصابع الكف هي القضايا التي تعرض على الاستفتاء العام، وقد تندلع حول هذه القضايا مظاهرات تشجب أو تؤيد، ويجري تقييم لما ينادى به بتلك المظاهرات وقد يؤثر ذلك التقييم على صنّاع القرار، وقد لا يؤثر، ولكل من ذلك قواعده وضوابطه، وهناك جلسات الاستماع التي يقدم المسؤولون فيها إلى لجان من الكونجرس أو مجلس الشيوخ والنواب ما لديهم حول تلك القضايا، وتناقشها تلك اللجان المتخصصة فتقبل أو ترفض، وقبولها أو رفضها يقنع الشعب بأنَّه قد شارك في اتخاذ تلك القرارات؛ لأنَّ ممثليه قد استمعوا وناقشوا وفحصوا ما يتعلق بها بما في ذلك تعيينات وزراء أو رؤساء مؤسسات هامَّة أو ما إلى ذلك، وبالتالي فالشارع لا يشغل بشجب أو تأييد هذا أو ذاك، ولا يقسم الشعب إلى فئات وأحزاب وما إلى ذلك.

إنَّ ما يجري في مصر يعود إلى شبكة من العلاقات التي اجتاحت مصر المحروسة منذ دخول نابليون إليها، لقد كانت الأمَّة كلّها قبل دخول نابليون إلى مصر تستقي مشاريعها الإصلاحيَّة من الإسلام، ومن الداخل الإسلامي، فالمعارضة والسلطة كلاهما يتبني المرجعيَّة الإسلاميَّة ويستنبط حلولها بشكل أو بآخر يتصل بتلك المرجعيَّة، وحين يختلفان حول أمر يبدوا الاختلاف وكأنَّه اجتهادات متعددة وليس اختلافّا بين مرجعيتين، ولكن قد تغيّر الحال بعد دخول نابليون مصر، وتبني البعض لأفكار أعجبوا بها من المرجعيَّة الغربيّة، وبدأ أهل العلم ينقسمون حول تلك الأفكار، وجواز الأخذ بها من عدمه، ومن هنا برز فكر المقاربات، أي مقاربة الأفكار القادمة من المرجعيَّة الغربيَّة بأفكار إسلاميَّة، فيقال مثلًا: “الديمقراطيَّة مماثلة للشورى في الإسلام، وبالتالي فإنَّ من الممكن اعتمادها والأخذ بها وقبولها، والاشتراكيَّة إجراءات قد تحقق عدلًا اجتماعيًّا” وهكذا.

وحين مرت تلك المرحلة وزاد وعي شعوبنا وجاءت ثورة المواصلات والاتصالات والشركات الكبرى انتقل المفكرون في العالم الإسلامي إلى فكر المقارنة بين الأفكار المستندة إلى المرجعيَّة الغربيَّة والأفكار المستندة إلى المرجعيَّة الإسلاميَّة، في وقتٍ كانت نظم التعليم التي تأسست في العالم الإسلامي فد أفرزت وأنتجت نخبة جديدة كان اطلاعها على الأفكار المنبثقة عن المرجعيَّة الغربيَّة أوسع بكثير من الأفكار المنبثقة عن المرجعيَّة الإسلاميَّة التاريخيَّة، إضافة إلى أنَّ للأفكار المنبثقة عن المرجعيَّة الغربيَّة نماذج قائمة في إعلام العالم الغربي، مستقرة سياسيًّا، مزدهرة اقتصاديًّا، تسود شعوبها القناعة بما بلغته أو وصلت إليه، فيشكل ذلك نموذجًا ومثلًا يزيد في تقريب النخب المسلمة من الفكر المستند إلى المرجعيَّة الغربيَّة بل يدفعها إلى تبنيه. وفي القرن الماضي سادت العالم كلّه اتجاهات صحوة دينيَّة، بدأت في أمريكا ومنها اتجهت نحو العالم، ذلك لأنَّ المحافظين الأمريكان يعلمون أنَّ آبائهم قد هاجروا إلى أمريكا ابتغاء الحريَّة الدينيَّة، والمحافظة على القيم التي آمنوا بها، فلذلك بدأت موجة من الرغبة بالعودة إلى تلك الأصول وإلى إحياء الوصايا العشر، والمحافظة على الحضارة التي أصبحت الماديَّة المفرطة والإباحيَّة المتجاوزة للحدود سمة من سماتها، وصارت في العالم الإسلامي صحوة مقابلة، هذه الصحوة قدمت كل ما أفرزته المنظومة الإسلاميَّة من نظم حياة وعلاقات ومعارف نقليَّة وواقع تاريخي على أنهَّا مرجعيَّة إسلاميَّة بديلة، يمكن إقامة خلافة راشدة جديدة على أساس منها.

وتبنى هذا التوجه الآلاف بل الملايين في العالم الإسلامي، وتم تسليط الضوء على كرسي الحكم وصنَّاع القرار بأنَّهم أصل كل شيء، فهم الذين يضلون الناس إن شاؤوا وهم الذين يهدونهم إن أرادوا، وولد ما عرف بـ”الإسلام السياسي” الذي يؤمن أن التغيير يقوم على الاستيلاء على السلطة، وربطها بالمرجعيَّة الإسلامية المختلطة من كل ما ذكرنا، ووقع الصدام بين الصحوة الإسلاميَّة والحكام؛ لأنَّ الحكام شعروا بأنَّ هذه الصحوة خطر عليهم، وأنَّ أبنائها يتطلعون إلى إزاحتهم والحلول محلهم في قيادة الشعوب والتحكم في مصائرها، ووقعت صراعات داخليَّة، كان ضحاياها غالبًا من المنادين بالمرجعيَّة الإسلاميَّة، والرد إلى الأمر الأول، وأُجهضت اتجاهات النهوض والتقدم ومحاولة هذه الشعوب اجتياز عوامل التخلف والإجابة على سؤال: “لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟”، وهو السؤال الذي لم يجد حتى اليوم جوابًا واضحًا ومنهجًا ثابتًا مقنعًا لشعوب الأمَّة، ووقف الغرب إلى جانب الحكام في حربهم ضد الصحوة الإسلاميَّة، لكنَّ ذلك لم يحل بين الناس وبين تأييد حملة الإسلامي السياسي، ولم يوقف اتجاهات الانضمام إليهم، وتكثير سوادهم، حتى حين فجر الغرب ظاهرة استلام العسكر للسلطة؛ لأنَّه وجد في ظاهرة “العسكرتاريا” بديلاً جيدًا على “البلوريتاريا”؛ فـ”البلوريتاريا” تجعل هذه الشعوب دائرة في الفلك السوفيتي وتفتح الباب واسعًا لوصول السوفيت إلى المياه الدافئة.

ومرت موجة الانقلابات العسكريَّة التي جعلت من الجيوش لا فئة متخصصة لحماية الوطن والمواطنين من أي عدو خارجي، بل فئة متخصصة في إفراز القيادات السياسيَّة والبدائل عنها، فضابط ينقلب على حاكمه، ويستولي على السلطة، ويأتي ضابط أقوى منه إذا وجد فرصة نزى إلى السلطة وهكذا، وحينما انتهت هذه الموجة بحسني مبارك في مصر وحافظ الأسد في سوريا، وأحمد حسن البكر وصدام في العراق، رأى الغرب أن يسيس هذه الشعوب كلها، ويجعل العمل السياسي نهاية آمالها وأهدافها، فيحول بينها وبين التغيير الحقيقي، وتحقيق النهضة، والوصول إلى التقدم، ولما تحقق له بعض ما أراد وجرت عملية تسييس الشعوب على أيدي العسكريين اكتشف أن أحسن وسيلة لتدمير الفئات التي استطاعت أن تستقطب الشعوب هو في منحها حريَّة الوصول إلى السلطة لتصبح وجهًا لوجه أمام مشاكل الجماهير وأمام الجماهير، وتظن الجماهير –آنذاك- أنَّها قد خدعت وأنّ هؤلاء قد كذبوا عليها وأنَّهم لا يختلفون عن سواهم في كونهم من دجاجلة السياسة، وكذبة السياسيين الذين مهروا في الخداع والتزييف. وحينما صاروا وجهًا لوجه أمام الجماهير ومشاكلها بانت عيوبهم وظهرت الآفات في سلوكيَّاتهم وبرامجهم –وآنذاك- تبدأ الجماهير بالتنصل من سائر المبادئ التي نادوا بها، وبُغض الشعارات مهما كان بريقها، والخروج على المرجعيَّة التي استقطبوهم بها، فهي مرجعيَّة أقل ما يقال فيها عندهم: “إنَّها استعملت وسيلة لخداعهم” فيبدأ الانقلاب عليها.

والتجربة الغربيَّة تجربة في منتهى الثراء في امتصاص حماس الجماهير للمبادئ؛ ولذلك نجحت في تدمير سائر عواطف ومشاعر العراقيين تجاه الشيوعيَّة والحزب الشيوعي قبل انقلاب الرابع عشر من تموز، ثم عرفت كيف تحطم القوميَّة العربية، والأفكار المتصلة بها، وتعتبرها مسؤولة عن الهزيمة -هزيمة يونيه- فتتخلص منها، وها هي اليوم تحاول أن تتخلص من الإسلامويَّة بطريق مماثل قام على مبدإِ (دعه يمر ثم التف عليه)، فتركوا سياساتهم السابقة في دعم الحكام العسكريين، وسمحوا للفئات أن تتصارع باسم الديمقراطيَّة، وصناديق الاقتراع.

وحينما وصل الإسلاميّون إلى السلطة في بعض هذه البلدان وجدوا أنفسهم بين عدة أمور، منها: تطبيق الشريعة بالمفهوم التقليدي الذي ساد في الواقع التاريخي الإسلامي، وإذا بالناس ترفض كثيرًا من القضايا الشرعيَّة، فلا تبيح للسلطة قتل المرتد، ولا قطع يد السارق، ولا فرض الحجاب على المرأة، وحينما يعجز صنّاع القرار الإسلاميّون عن تحقيق شيء من ذلك فسيحرجون أمام جماهيرهم، ويكونون عرضة للنفاق والكذب والخداع، وتبدأ الجماهير بالانفضاض من حولهم، ولو فعلوا شيئًا من ذلك لقامت عليهم قيامة العالم بقيادة جمعيَّات “حقوق الإنسان” والجمعيّات الدوليّة المختلفة، وهكذا تشل أيديهم عن تحقيق أهدافهم، ثم يجدون أنفسهم أمام مشكلات للجماهير لا يملكون في الإطار الإقليمي الضيق أو القطري حلّها؛ وبذلك يعلن فشلهم على صعيدين: صعيد مؤيديهم ومعارضيهم. وأخطر ما يحدث في هذه المرحلة هو تهديد المرجعيَّة نفسها بالرفض والسقوط.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (ق:37)

[1] الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، رقم الحديث (2493) 3/139.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *