د.طه جابر العلواني
الرئيس أوباما «رجل تغيير» لم يصل إلى البيت الأبيض بمركبة «الحزب الديمقراطيِّ وحده»، بل ركب قطارًا ذا عربات عديدة، منها أو أكبرها العربة الديمقراطيَّة، فلأول مرة ينجح الديمقراطيُّون بإيصال رجل تغيير على هذا المستوى، فشخصه ولونه وانتماؤه الطبقيُّ وثقافته وخلفيَّته كلّها علامات بارزة تؤكد ما نقول.
لقد استطاع أوباما أن يمتصَّ -في برنامجه الانتخابيِّ وفي خطابه التنصيببيِّ- ما سبق أن نادى به حكماء ثوريُّون من الحزبين وخارجهما، من اتجاهات تغيير كانت ترى أنَّ أمريكا على شفا جرف هارٍ لن يُنقذها منه إلا ما أُطلق عليه في سنة «1995» «ثورة أمريكا». لقد بدا على أمريكا في عهد «ﭼيني بوش» الترهُّل، بل ونذر تفكُّك وتصارع، فتعالت أصوات العقلاء بضرورة الإصلاح والتغيير قبل بلوغ خط اللا تغيير. كان ذلك قبل بروز الأزمة أو الكارثة الاقتصاديَّة الراهنة، وجاءت هذه الأزمة لتجعل من التغيير ضرورة حياة لا تقبل تأجيلاً.
لقد حاول أوباما -في حملته الانتخابيَّة- منذ البداية أن يستبطن في برنامجه وخطابه تطلُّعات جميع المقتنعين بضرورة التغيير، من ديمقراطيِّين وجمهوريِّين ومستقلِّين؛ ولذلك استطاع أن يكسب الجميع، فكأنَّه صوت من أصوات الآباء المؤسِّسين ينبعث من الماضي، ليذكِّر أمريكا والأمريكان بقيمهم وأهدافهم وثورتهم وكفاحهم التي طال عليهم الأمد فتناسوها، فاندفع بهم بوش ﭼيني في تلك المغامرات التي جعلت أمريكا تظهر بمظهر «رجل بوليس عالميٍّ شرس»، من المتعذِّر أن يحبَّه أحد أو يحب هو أحد، فهو متوتِّر دائمًا، متحفِّز دائمًا، لا يتوقع من الآخرين إلا الجريمة أو العدوان، أمَّا هو فينبغي أن تكون يده على الزناد دائمًا.
أمَّا أوباما فقد قدم برنامجًا مناسبًا في لحظة تاريخيَّة فارقة في حياة العالم كلّه، العالم الذي بدأت تسوده فلسفة الصراع؛ صراع الكل ضد الكل. وأمَّا أمريكا -ذاتها- فقد وجدت نفسها متهمًا ومسؤولاً عن كل نوع من أنواع الصراع يجري في العالم الفسيح، حتى أخذت الموقع الذي أخذته «الإمبراطوريَّة البريطانيَّة العجوز»، حين قال غاندي: «لو أنَّ سمكتين تقاتلتا في قاع المحيط فابحث عن بريطانيا». ومن المؤسف أنَّ النظرة العالميَّة لأمريكا قد بلغت ذلك المستوى قبل أوباما.
لقد قدم أوباما للأمريكان وللعالم وعودًا كثيرة، شملت مجالات عديدة في الإصلاح الداخليِّ والخارجيِّ، منح ناخبيه رصيدًا كبيرًا من الآمال والتطلُّعات، وجعل العالم ينتقل من مرحلة التساؤل عن مدى صدق أوباما في وعوده إلى مرحلة التساؤل عن قدرته على تحقيق ما وعد به، أمام كل ما يواجهه من عقبات وضغوط موروثة عمَّا سبق، وحاليَّة ومستقبليَّة.
وهذا بحد ذاته نجاح أوليٌّ هام، يستطيع الرئيس أوباما أن يعزِّزه بضغوط صعبة؛ ليثبت قدرته على الوفاء بما وعد بعد تحقيق قدرته على إيجاد الأجواء الملائمة والتحضيرات اللازمة للوفاء بما وعد.
والمعركة التي لا تقل جدّيَّة وشراسة عن معركة الفوز بالبيت الأبيض الآن هي معركة أودُّ تسميتها بمعركة «الوفاء أو التفريغ»، أعني بذلك: أيتمكن أوباما من الوفاء بما وعد به أمريكا والعالم، أو الاستسلام للضغوط الهائلة التي يواجهها لتفريغ برنامجه، وتحويله إلى مجرَّد أمان وأحلام تتبخَّر بمجرد انتهاء الحملة الانتخابيَّة، وتموت أحلام جيل التغيير في الداخل والخارج؟ وأهم قوى التفريغ برنامج أوباما «المحافظون الجدد» و«أيباك» والقوى الصهيونيَّة، وفصائل مناهضة التغيير الدائرة في فلك هؤلاء في داخل أمريكا، والدولة العبريَّة في الخارج.
المسلمون في أمريكا:
يعتبر فوز أوباما فرصة هامَّة للمسلمين في أمريكا لجمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم، وإعطاء النموذج الأفضل لجيرانهم، وتبنِّي مشكلات المجتمع الأمريكي.
وتجاوز ثقافة الوجود الجسمانيِّ في أمريكا والوجود النفسيِّ، ووجود الهويَّة والوجود المعنويِّ في بلاد المولد بالنسبة للجيل المهاجر، فهذه أمور تحتاج الملايين المسلمة في أمريكا لحسمها.
إنَّ الفقه والثقافة بينهما جدل، فالفقه يتحول بعد فترة إلى ثقافة، والثقافة تطرح أسئلة يُجيب الفقه عليها، وهكذا. ومن هنا فلا بد من العناية «بفقه الأقليَّات» والتوسُّع فيه، وتدريب الأئمة والدعاة على ممارسته، والإضافة إليه، وإدراك الفقهاء والدعاة الفوارق الدقيقة بين واقع المسلمين في أمريكا وواقع أقطار العالم الإسلاميِّ. ويجب أن يشعر المسلمون في أمريكا الأكثريَّة الأمريكيَّة بأنَّهم إضافة نوعيَّة إلى أمريكا، وليسوا عبئًا عليها في أي جانب من الجوانب.
والذين ينقلون إلى البيئة الأمريكية السلبيَّات والاختلافات ومظاهر التشرذم والتخلُّف، هؤلاء آثمون، يصدُّون عن سبيل الله، ويُعطون صورًا سيِّئة عن هذه الأمَّة ودينها العالميِّ وكتابها الكونيِّ، وحضارتها الحيَّة وماضيها المشرق.
كما أنَّ عليهم أن يكونوا -في قضايا العالم الإسلامي وشؤونه- عادلين، لا ينحازون إلى أيِّ طرف يجعل الثقة بمواقفهم مطعونًا بها، فالعدل قيمة مطلقة: ﴿َأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ (المائدة:8)، ولا بد لأبناء المسلمين والأجيال الطالعة منهم من التفوّق في سائر المجالات، واعتبار ذلك خدمة للأمَّة أكثر من كونه خدمة للفرد ولأسرته.
والتفوق سوف يفتح لهم فرص الصدارة في المجتمع والوصول إلى مراكز خدمته الحقيقيَّة والتأثير فيه.
أوباما والعرب:
إنَّ وجود أوباما في البيت الأبيض لأربع سنوات أو ثماني سنوات قادمة فرصة في كل لحظة من لحظاتها.
يحتاج العرب أن يضعوا في أقرب وقت ممكن استراتيجيَّة جديدة شاملة لقضاياهم كلّها والذهاب إليه بها مجتمعين.
فلقد فاتتهم فرصة «التخطيط المسبق» أثناء الانتخابات الأمريكيَّة، فلم يجمعوا من المعلومات والتحليلات ما يسمح لهم بالتنبؤ بنتائج الانتخابات الأمريكيَّة واستشعار أن سيد البيت الأبيض القادم هو «باراك حسين أوباما»، لقد ظنَّ كثيرون -إلى اللحظات الأخيرة- أنَّ من المستبعد نجاح أوباما، وفوزه ضد الكهل الأبيض «مكين»، وفوجئوا بذلك الفوز الساحق لأوباما على خصمه.
أمَّا اللوبي الصهيونيّ والدولة اليهوديَّة في فلسطين فقد كانت الصورة لديهم أوضح، لمتابعتهم لكل ما كان يجري، ودراساتهم وتحليلاتهم للتيَّارات التي على السطح والتيَّارات الأخرى، أدركوا أنَّ أمريكا في حالة تحرُّق شديد للتغيير، ولا بد من قبول ذلك، بل ومساعدة أمريكا على تحقيقه.
كما أدركوا أنَّ الوقوف في وجه إرادة التغيير خطأ وخطر في الوقت ذاته، ولا مانع لدى هؤلاء أن يشمل التغيير كل شيء، لكن المهم -عندهم- أن لا يصل إلى العلاقات الأمريكيَّة اليهوديَّة، لا في الداخل ولا في الخارج، لا على مستوى النفوذ اليهوديِّ في الداخل الأمريكيِّ، ولا على مستوى العلاقات بالدولة اليهوديَّة في الخارج. وبدأت مراكز البحوث والدراسات اليهوديَّة تعمل ليل نهار، ويتركز البحث فيها في كيفيَّة تفريغ برنامج أوباما من مضامينه في التغيير الداخليِّ والخارجيِّ، ومحاصرته ودفعه إلى التراجع عن أهم ما وعد به، كانت الضربة الاستباقيَّة الأولى حين أحاطوا إدارته بمجموعة من الطاقات اليهوديَّة التي رافقه بعضها في حملته الانتخابية.
إنَّ أوباما يدرك أكثر من غيره حجم التحديات التي تواجه طموحاته، ويدرك أنَّه لا يستطيع أن يشكِّل اختراقًا، بل يكفي أن يقوم بتعديلات هنا وهناك بقدر ما تحتمله الأوضاع.
وفي لقائه مع B.B.C دعا الناس إلى أن يتواضعوا في توقعاتهم منه فـ«العين بصيرة واليد قصيرة»، فقد تلقى الرجل من قادة «إدارة الصراع الصهاينة» -قبل تحركه نحو السعوديَّة ومصر- مذكرة خطيرة، أعدتها وتقدمت بها إليه «إيباك» المنظمة الصهيونية الكبرى لتنظيم وقيادة «اللوبي الصهيوني» في أمريكا؛ فقد استطاعت «إيباك» أن تحصل على تواقيع «330» من أعضاء مجلس النواب و«76» من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيِّين تطالب أوباما بأن « يترك مهمة التفاوض بين الفلسطينيين وإسرائيل للطرفين ليتفاوضوا على سائر التفاصيل دون ضغط من الرئيس الأمريكيِّ وأركان إدارته، لأنَّ الحليفة إسرائيل ستتخذ مجازفات كبيرة في أيِّ اتفاق سلام مع الفلسطينيِّين، فليس من العدل أن يضغط عليها أكثر، فذلك قد يؤدي إلى المجازفة بأمنها»، فهو تحذير شديد لأوباما من تجاوز حدود الشكليَّات التي مارسها سلفه، فليس له أن يفكر بضغط أو اعتراض أو مساءلة، فضلا عن معاقبةٍ لنتنياهو والقيادة اليهوديَّة في فلسطين. فالمطالبة بأيِّ شيء -أكثر مما أبدت إسرائيل استعدادها أن تُعطيه- مرفوض، وإسرائيل لم تعطِ شيئًا إلا على طريقة القائل:
منك الدقيق، وعليَّ النار أُضْرِمـ | ـهَا وَمِنْك السَّمْـن والعَسَل |
ومع ذلك فقد مضى أوباما في طريقه، وزار المملكة العربية السعودية ليقول لإسرائيل: إنَّ الملك عبد الله بن عبد العزيز قد قدَّم لكم فرصة لن تعوض حين صاغ مشروع سلام قائم على قرارات القمم العربيَّة في بنود واضحة صريحة، لا لبس فيها، تُعطيكم فرصة العيش بسلام مع جيرانكم جميعًا، وتجعلكم جزءًا من نسيج المنطقة، له ما لها وعليه ما عليها، وقد بدأ صبرهم ينفذ، وهدَّدوا بسحب المشروع المبادرة، وأنا ذاهب إليهم -أولا- لحثِّهم على الانتظار قليلا ريثما تلين رؤوسكم وتقبلونها.
كما أنَّ هناك رسالة رمزيَّة أخرى، وهي: أنَّ خادم الحرمين الشريفين رمز إسلاميٌّ خطير، وفي زيارته في موقعه إشارة «لإسرائيل وإيباك»: إنَّكم في إبقائكم الأمور معلقة بذلك الشكل الذي تمارسونه قد تحرِّكون العمق الإسلاميَّ للقضيَّة الفلسطينيَّة، وتجعلون الأمور أكثر تعقيدًا وأبعد عن خطوط الحلِّ.
لماذا مصر:
إنَّ اختيار مصر -في نظري- يحمل مجموعة من الرسائل:
أولاها: إنعاش مكانة مصر باعتبارها العاصمة الفكريَّة والثقافيّة للعالـمَين العربيِّ والإسلاميِّ، وأنَّ علاقاتها بالعمقين العربيِّ والإسلاميِّ لا تنفصم، ولا تقبل الانكسار، وأنَّ ما حدث بعد كامب ديفيد أمر استثنائيٌّ، وأنَّ على إسرائيل أن تفهم ذلك وتقدِّره، وألا تخسر الجهود المصريَّة مع الفلسطينيِّين لجمع شملهم وتوحيد صفوفهم لصالح قضية السلام.
والرسالة الثانية: أنَّ «المدرسة الدبلوماسيَّة المصريَّة العريقة» مدعوَّة لأن تستجيب لمتطلَّبات الدور المصريِّ القديم الجديد، وترتفع إلى المستوى اللائق بدور اللاعب الحقيقيِّ أو الأول، والمؤثر في أحداث المنطقة. فهناك العراق والمسألة العراقيَّة، يمكن للدبلوماسيَّة المصريَّة والجهود المصريَّة أن توازن أدوار الآخرين؛ «إيران مثلا» تساعد أمريكا على خروج مشرف، وتعيد التوازن الديمغرافيِّ والطائفيِّ والقوميِّ في ذلك البلد، مما قد يرفع عن كاهل أمريكا المسؤوليَّة التي أصبحت ثقيلة جدًّا بعد الأزمة الاقتصاديَّة.
والرسالة الثالثة: أنَّ الدبلوماسيَّة المصريَّة يمكن أن تشارك بفاعليَّة في احتواء الملف الإيراني، فمصر مؤهَّلة -بثقلها التاريخيِّ والمعاصر- لاستقطاب الأتراك والسعوديِّين والإيرانيِّين لتشكيل إطار وحزام أمنيٍّ يحمي الخليج ومضيق هرمز وباب المندب، إضافة إلى قناة السويس، من أيِّ تعطيل أو تهديد للملاحة فيها.
إنَّ العملاق الصينيَّ التي غذَّته أمريكا بالتكنولوجيا لتستفيد به في مواجهة الاتحاد السوفياتي -قبل الانهيار والتفكك- قد صار الآن خطرًا داهمًا على مصالح أمريكا وحلفائها في جنوب شرق آسيا، ولم يعد في مقدور اليابان وبقيَّة أصدقاء وحلفاء أمريكا مواجهة خطره، وهي تريد أن تنتهي من مشاكل المنطقة العربيَّة لتتفرَّغ لذلك الخطر.
وهنا يبرز عالم ملايو المسلم، وعدده يقارب ثلاثمائة وخمسين مليون، كأمل يداعب البيت الأبيض بأنَّه يمكن -إذا اتحدت كلمة الملايو وأندونيسيا وماليزيا وما إليها- أن تلعب دورًا في إيقاف الخطر الصيني.
ماذا يفعل العرب؟
- لا بد من التواصل بين القيادات العربيَّة وأوباما، والعمل عربيًّا وإسلاميًّا على دعمه، ومطالبته بعدم التراجع عن وعوده بدعم الحريَّات ومكافحة الفساد والاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان، وإثبات أنَّ إسرائيل تتصدر قائمة التلاعب بحريات الأقليَّات.
فتهم الفساد تناولت رؤوسًا كبيرة على مستوى رئيس الدولة ورؤساء الوزارات، والاستبداد بشئون المواطنين العرب والمسلمين في الأرض المحتلة، وكل ذلك يتعارض وما تدَّعيه من كونها دولة ديمقراطيَّة.
- مطالبته بأن لا يتراجع عن وعوده بالقضاء على «الأسلحة النووية والكيماويَّة والجرثوميَّة»، وإخلاء هذه المنطقة منها، ومبادلة ما يطالب العرب به من الضغط على إيران -التي لم تنتج شيئًا بعد- بالتخلص من مئات القنابل النوويَّة الإسرائيليّة، إضافة إلى أسلحتها الكيماويَّة والبيولوجيَّة التي يمكن أن تدمر المنطقة والعالم.
ولدول المنطقة في اليابان وبقيَّة جيران كوريا الشماليَّة أسوة حسنة.
- لا بد من التمسُّك بما ذكره في خطابه حول القدس، واعتبارها مدينة الأديان الثلاثة، لا يجوز لأحد الاستئثار بها عاصمة سياسية، ويمكن أن تشكل لها إدارة من المنتمين للأديان الثلاثة، ويُبحث عن صيغة مناسبة، مثل صيغة الفاتيكان وإيطاليا أو أيَّة صيغة أخرى مناسبة.
- لأوباما أن يؤكد على أمن أمريكا كما يشاء، على أن يؤكد انتفاء أي خطر عربيٍّ أو إسلاميٍّ على أمن أمريكا الداخليِّ أو مصالحها الخارجيَّة، خاصَّة إذا نجحت أمريكا في مساعدة العرب والمسلمين على بناء المؤسَّسات الديمقراطيَّة ودعم الحريَّات وحقوق الإنسان، والتخلُّص من الفساد والاستبداد، وحلِّ المشكلة الفلسطينيَّة حلا عادلا ينسجم وقيم الثورة الأمريكيَّة، وحلِّ الأزمة العراقيَّة، وحلِّ أزمات مماثلة أخرى على مستوى العالم الإسلاميِّ.
وأخيرًا، فأيًّا ما يكون الأمر فإنَّ العرب قالت:
مَا حَكَّ جِلدَكَ مثلُ ظفرِكَ | فَتَوَلَّ أنتَ جميعَ أَمرِكَ |
إنَّ العرب، والفلسطينيِّين خاصة، والمسلمين عامَّة، في حاجة ماسَّة إلى تنظيم البيت الداخليِّ، ومعرفة ما لديهم من وسائل وأدوات يستطيعون توظيفها مجتمعين للاستفادة من هذه الفرصة… أمَّا خطابه فهو في حاجة لدراسة خاصة.
[1] كتبت هذه المقالة في يناير 2009 بمناسبة فوز أوباما في سباق الانتخابات الأمريكية.