أ.د/ طه جابر العلواني
لقد رُبطَت قضايا الإصلاح والتجديد والتنميَّة والتقدُّم، وتجاوز حالات التخلف بأمورٍ كثيرة لا تشكّل للمسلم بؤرة لتوليد الدواعي والدوافع الخيّرة ولا تقود حركته، ولا تزكّي فعله، ولا تعينه العون السليم على إصلاح فعله ووضعه في مجال التأثير والفاعليَّة وما إلى ذلك. وتقديم الزاد الفكري والعقلي والمعرفي والثقافي القادر على تشكيل الدوافع والدواعي الخيِّرة لدى الإنسان المسلم هي أهم ما يحتاجه في الوقت الحاضر ليبدأ خطوة الألف ميل في طريق استئناف دوره في بناء الحضارة وتصحيح مسار الثقافة والعمران في هذه المعمورة التي قد يكون تدميرها -لا سمح الله- بأيدي أهلها وشيكًا إذا لم تدركها عناية الله ولم تقم أُمَّتنا المسلمة بدورها شريكًا فاعلًا في تصحيح مسار هذه الحضارة.
ولن تستطيع أُمَّتنا أن تقوم بذلك قبل أن تصحِّح مسيرتها وتعيد بناء عالم أفكارها ودعائم ثقافتها، ومناهج معرفتها، وقواعد علومها؛ بحيث يعاد تشكيل العقل المسلم وتأسيس وعيه بالقرآن المجيد تأسيسًا يجعله قادرًا على أخذ موقعه المطلوب في حماية البشريَّة وحضارته اليوم. ومن هنا فإنَّ معالجة أزمة العلوم الإسلاميَّة تستمد أهميتها من ذلك الذي ذكرنا.
إنَّ أزمة العلوم الإسلاميَّة هي أزمة منهج، وأزمة تنزيل، وأزمة تفعيل، وأزمة تصحيح مسار، وأزمة في الغائيَّة والمقاصد، ولذلك فلن تتمكّن إذا بقيت على حالتها تلك من إعطاء المسلم المعاصر الرؤيَّة المطلوبة لإعادة بناء عقله وتشكيله.
ولنتبيّن هذه الأزمات نجد أنفسنا في حاجةٍ إلى التعرض إلى جملة من القضايا بعضها سوف نمهّد به لتناول الموضوع الأساس، وبعضها سوف نبيِّن به طبيعة الإشكاليَّة مع ضرب كثير من الأمثلة عليها، وبعضها سوف نحاول معًا أن نبيِّن به سبيل التصحيح وإعادة البناء.
للاطلاع على البحث كاملا في الرابط التالي: